في تطور مفصلي بمسار الحرب التي يشهدها السودان منذ نحو ثلاث أعوام، نجحت القوات المسلحة السودانية في بسط سيطرتها على العاصمة الخرطوم، محققةً تقدمًا عسكريًا نوعيًا ضد قوات الدعم السريع التي ظلت تهيمن على أجزاء واسعة من البلاد منذ اندلاع النزاع في أبريل 2023. هذا الانتصار، الذي يُوصف بأنه أكبر من مجرد إنجاز عسكري، يحمل في طياته تداعيات سياسية واستراتيجية قد تعيد رسم خريطة القوى في السودان والمنطقة.
 

الهروب الجماعي لعناصر الدعم السريع
   مع اشتداد زحف الجيش السوداني، رصد ناشطون ومدنيون مشاهد درامية لموجات فرار واسعة لعناصر الدعم السريع من الخرطوم، متجهين جنوبًا عبر جسر جبل الأولياء، الذي شهد ازدحامًا غير مسبوق قبل أن تغلقه السلطات لمنع تسلل المسلحين.
 

محاور التقدم والانتصارات الميدانية
سجّل الجيش السوداني سلسلة من الانتصارات، كان أبرزها:

  • تحرير منطقتي الجديد عمران والجديد الثورة، ما أدى إلى تطهير ولاية الجزيرة بالكامل من وجود الدعم السريع.
  • السيطرة الكاملة على جسر المنشية، مما سمح للجيش بالتمدد في شارع الستين ومناطق أخرى بشرق الخرطوم.
  • استعادة أحياء جنوب الخرطوم، ومنها الميناء البري، حي النزهة، السوق الشعبي، وشارع الصحافة.
  • تحقيق اختراق في جنوب العاصمة، عبر السيطرة على حي الكلاكلة، السوق المركزي، المدينة الرياضية، وأحياء الأزهري ومايو.
  • تأمين المقرات العسكرية الاستراتيجية، مثل قيادة الدفاع الجوي، اللواء الآلي الأول مشاة، ومعسكر طيبة، أحد أكبر معاقل الدعم السريع في الخرطوم.
  • استعادة مصنع اليرموك للأسلحة والذخائر وقاعدة النجومي الجوية في جبل أولياء.
  • السيطرة على القصر الرئاسي والسوق العربي، في تطور مفاجئ قلب ميزان القوى داخل الخرطوم.
     

من الهجوم المباغت إلى الانهيار الكامل
   عندما بدأت الحرب، كان الدعم السريع يملك اليد الطولى في الخرطوم، حيث سيطر سريعًا على المؤسسات الحكومية والمقرات السيادية.
إلا أن المعادلة انقلبت بالكامل، حيث استطاع الجيش، من خلال عملية العبور، فرض حصار خانق على قوات الدعم السريع، ما أدى إلى انهيارها السريع وانسحابها من معاقلها الرئيسية.
 

كيف استعاد الجيش زمام المبادرة؟
يعزو محللون عسكريون هذا التحول إلى مجموعة من العوامل:

  • إعادة هيكلة الجيش: انضمام عشرات الآلاف من المقاتلين تحت مظلة "المقاومة الشعبية"، التي ضمت شبابًا ثوريين وإسلاميين ومن جماعة الإخوان المسلمين، وعناصر أمنية سابقة.
  • الدعم العسكري والتسليح المتطور: حصل السودان على طائرات مسيّرة صينية وإيرانية، كما زودته تركيا بطائرات بدون طيار.
  • تحييد خطوط إمداد الدعم السريع: حيث واجهت قوات الدعم صعوبة في تأمين الإمدادات القادمة من الإمارات عبر تشاد وليبيا.
  • تكثيف العمليات الاستخباراتية: مما مكّن الجيش من تنفيذ ضربات دقيقة على مواقع حساسة للدعم السريع.
     

شاهد:
https://x.com/YASIR_MOS91/status/1904930293468848235
https://x.com/YASIR_MOS91/status/1904875125486318049
https://x.com/Rd_fas1/status/1904932901147312415
https://x.com/HkZuk/status/1904817317193617414
https://x.com/itsnasserr/status/1904813532543152374