يواجه سكان قطاع غزة أزمة إنسانية غير مسبوقة، حيث بات الجوع يهدد حياة أكثر من مليوني فلسطيني يعيشون تحت حصار خانق تفرضه قوات الاحتلال الصهيوني، في ظل استمرار القصف والتدمير الممنهج للبنية التحتية، وسط صمت دولي متزايد.
 

إغلاق المخابز ونفاد الإمدادات الغذائية
   
أعلن برنامج الأغذية العالمي، الثلاثاء، عن إغلاق جميع المخابز المدعومة في جنوب قطاع غزة، بعد نفاد مخزون الدقيق والمواد الأساسية نتيجة استمرار إغلاق المعابر ومنع دخول الإمدادات الإنسانية منذ الثاني من مارس الماضي.

وأوضح البرنامج أن هذه المخابز كانت توفر يوميًا أكثر من 306.000 كيلو من دقيق القمح، إلى جانب الخميرة والسكر والملح، مما جعلها شريان الحياة للعديد من العائلات الجائعة، ومع توقفها يواجه السكان كارثة غذائية تهدد حياتهم، خاصة الأطفال وكبار السن.
 

دمار ممنهج للبنية التحتية الإنسانية
   
في سياق متصل، أكد المكتب الإعلامي الحكومي في غزة أن قوات الاحتلال الإسرائيلية استهدفت البنية التحتية الحيوية بشكل مباشر، حيث تم قصف أكثر من 60 تكية طعام ومركز لتوزيع المساعدات، مما أدى إلى تعطيل هذه المنشآت بالكامل، كما دُمرت عشرات المخابز، فضلاً عن استهداف مباشر لدور العبادة، حيث سُوي أكثر من 1000 مسجد وثلاث كنائس بالأرض.

ولم تسلم المؤسسات الصحية والتعليمية من الدمار، إذ تعرضت مئات المدارس والمستشفيات للقصف، ما أدى إلى خروجها عن الخدمة، الأمر الذي فاقم من معاناة السكان المحاصرين.
 

أرقام صادمة.. مجازر بحق المدنيين
   
تتحدث الأرقام عن حجم الكارثة التي حلت بغزة، حيث استشهد أكثر من 61 ألف فلسطيني، بينهم مئات المفقودين، ووصلت أعداد الضحايا في المستشفيات إلى أكثر من 50.300 شهيد، من بينهم 30 ألف طفل وامرأة.
كما أبيدت 7.200 أسرة فلسطينية بالكامل، مما يجعل هذه الهجمات واحدة من أكبر المجازر البشرية في العصر الحديث.

إضافة إلى ذلك، منعت إسرائيل دخول 18.600 شاحنة مساعدات إنسانية، كما تم حظر إدخال 1.550 شاحنة محملة بالوقود، مما أدى إلى انهيار القطاعات الحيوية في القطاع المحاصر.
 

دعوات للتحرك الدولي ومحاسبة الجناة
   
في ظل هذه الأوضاع المأساوية، دعا المكتب الإعلامي الحكومي المجتمع الدولي إلى تحمل مسؤولياته القانونية والأخلاقية، والمطالبة بفتح تحقيق دولي مستقل في الجرائم التي ترتكبها إسرائيل بحق سكان القطاع.

كما طالب بضرورة محاسبة المسؤولين عن هذه الجرائم أمام المحاكم الدولية، محملاً إسرائيل والإدارة الأمريكية ودولًا أخرى داعمة للعدوان المسؤولية الكاملة عما يجري في غزة.