توّج النادي الاهلي بكأس مصر للكرة الطائرة، إثر فوزه المستحق على غريمه التقليدي الزمالك بثلاثة أشواط مقابل شوط، في نهائي حبس الأنفاس حتى اللحظة الأخيرة، وأشعل مدرجات الصالة الحمراء والبيضاء على حد سواء.

وبهذا الانتصار، يُكمل الأهلي الثنائية المحلية، بعدما سبق له أن ظفر بلقب الدوري المصري قبل أسابيع قليلة، مؤكداً سطوته المطلقة على الكرة الطائرة في موسم استثنائي، جمع فيه بين المتعة والأداء والانتصارات.
 

قمة من العيار الثقيل.. أداء ناري ومهارات فردية تخطف الأضواء
   شهد اللقاء لحظات من التوهج الفني والبدني، حيث تبارى نجوم الفريقين في تقديم واحدة من أشرس المباريات النهائية في تاريخ البطولة.

وتألق من جانب الأهلي الثلاثي عبد الحليم عبو وعبد الرحمن الحسيني وسيف عابد، الذين أبدعوا في الضربات الساحقة وفرضوا هيمنتهم في حوائط الصد.
ولم يكن محمد جمال وزياد أسامة بعيدين عن دائرة الإبداع، خاصة في المراحل الحاسمة من الأشواط.

في المقابل، قدم الزمالك مباراة بطولية، وظهر نجومه بمستوى رفيع، وعلى رأسهم الروسي دميتري ياكوفيلف وياسين محمد، بجانب البولندي ماتيوس يوزويك الذي تألق بشكل لافت في الشوط الثالث.

كما سجل كل من أشرف اللقاني وأحمد يوسف حضوراً قوياً، خاصة في تنظيم اللعب والدفاع الخلفي.
 

تفاصيل الأشواط.. صراع النقطة بالنقطة

الشوط الأول (25-20 للأهلي): افتتح الزمالك المواجهة بنوايا هجومية واضحة، وتمكن من التقدم مبكرًا (7-5)، قبل أن يعيد الأهلي ترتيب أوراقه عبر حائط صد متماسك وكرات هجومية قاسية، ليقلب الطاولة تدريجيًا وينهي الشوط لصالحه بفارق خمس نقاط.

الشوط الثاني (25-21 للأهلي): تكرر السيناريو مع بداية قوية للزمالك، إلا أن الثلاثي الأهلاوي "عبو – الحسيني – عابد" فرض إيقاعًا عاليًا على مجريات اللعب، وسط ارتباك دفاعي واضح للزمالك، ليحسم الأهلي الشوط الثاني بثقة.

الشوط الثالث (25-17 للزمالك): عاد الزمالك من بعيد عبر انتفاضة هجومية قادها النجم يوزويك، وسط تراجع نسبي في صفوف الأهلي، ليقلص الفريق الأبيض الفارق إلى (2-1) ويشعل حماس جماهيره مجددًا.

الشوط الرابع (26-24 للأهلي): كان الأكثر إثارة وتكافؤًا، وشهد تعادلات متتالية وسط أجواء عصيبة، قبل أن ينهيه الأهلي بصعوبة شديدة بفارق نقطتين، ليُعلن تتويجه بلقب البطولة وسط فرحة جماهيرية عارمة.
 

تتويج مستحق.. وموسم أحمر للتاريخ
   لم يأتِ تتويج الأهلي من فراغ، بل جاء ثمرة موسم طويل من العمل المتقن والتخطيط الذكي تحت قيادة جهاز فني نجح في إدارة المواجهات الكبرى بأعصاب باردة، وسط دعم إداري وجماهيري مستمر.

وبهذا الانتصار، يُثبت "المارد الأحمر" أن زعامته للطائرة المصرية ليست محض صدفة، بل انعكاس لحالة استقرار فني وبدني ونفسي نادراً ما تجتمع بهذا الشكل المتكامل.