بثّ الإعلام الحربي التابع لجماعة أنصار الله الحوثية مقطع فيديو يُظهر حطام طائرة مسيّرة أميركية من طراز "MQ-9 Reaper"، أسقطت في أجواء محافظة صنعاء بواسطة صاروخ أرض-جو محلي الصنع. الإعلان جاء بعد ساعات من تأكيد المتحدث العسكري باسم "أنصار الله"، العميد يحيى سريع، نجاح الدفاعات الجوية للجماعة في إسقاط الطائرة أثناء تنفيذها ما وصفه بـ"أعمال عدائية" في أجواء العاصمة. وأوضح سريع أن هذه الطائرة هي الثانية من الطراز نفسه التي تُسقطها الجماعة خلال 24 ساعة فقط، والسادسة منذ بداية شهر أبريل الجاري. نزيف في الأسطول الأميركي: أكثر من 500 مليون دولار خسائر ما بثه "الإعلام الحربي" لم يكن استعراضًا إعلاميًا وحسب، بل جاء في سياق تصاعدي لحرب استنزاف مفتوحة، إذ كشفت شبكة "فوكس نيوز" الأميركية عن أن الطائرات المُسقطة من طراز "ريبر" - التي تكلّف الواحدة منها قرابة 30 مليون دولار - قد بلغت أكثر من 16 طائرة منذ أكتوبر الماضي، حين أعلنت الجماعة انخراطها العسكري لدعم غزة عبر استهداف المصالح الأميركية والإسرائيلية. وقدّر تقرير الشبكة الأميركية أن مجموع خسائر هذه الطائرات يتجاوز نصف مليار دولار، لافتًا إلى أن عدد الطائرات التي تم إسقاطها قد يكون أعلى مما هو معلن، وسط عجز البنتاغون عن تعويض الخسائر بالوتيرة نفسها. وأشارت "فوكس نيوز" إلى أن الجيش الأميركي نفذ أكثر من 35 يومًا من القصف المتواصل على مواقع "أنصار الله" منذ منتصف مارس دون أن ينجح في إيقاف الهجمات الحوثية على السفن الدولية، أو على إسرائيل. "ريبر" تتساقط... والبحر الأحمر يشتعل الطائرة المُسقطة، من نوع "MQ-9 Reaper"، هي واحدة من أعقد وأغلى المسيّرات الأميركية، تُستخدم في مهام المراقبة والاستهداف عن بُعد، وتلعب دورًا محوريًا في الحرب الجوية الأميركية بالشرق الأوسط. وبحسب تقرير للكونغرس الأميركي، فإن عدد هذه الطائرات في الترسانة الأميركية يبلغ 230 طائرة فقط، ما يجعل الخسائر التي تتعرض لها واشنطن "فادحة واستراتيجية"، وفقًا لمصادر عسكرية. في الأثناء، أكدت القوات المسلحة التابعة لـ"أنصار الله" أنها نفذت كذلك عمليات نوعية استهدفت مطار بن غوريون في تل أبيب، وحاملة الطائرات الأميركية "يو أس أس هاري ترومان" في البحر الأحمر، في تطور خطير يُظهر انتقال المعركة إلى نطاق أوسع. تصعيد متبادل وتهديدات مفتوحة ومنذ إعلان "أنصار الله" استئناف حظر مرور السفن الإسرائيلية في البحر الأحمر والعربي منتصف مارس، تشهد المنطقة تصعيدًا عسكريًا يوميًا بين الطرفين. وتتهم واشنطن الجماعة بتنفيذ هجمات تهدد الأمن البحري العالمي، فيما تؤكد صنعاء أن عملياتها تأتي دعمًا لغزة وردًا على ما تصفه بـ"العدوان الأميركي الإسرائيلي المزدوج". وفي السياق، قال العميد يحيى سريع إن "استمرار الغارات الجوية واستهداف المواطنين والمنشآت المدنية لن يكسر إرادة الشعب اليمني، بل سيزيد من صموده"، مؤكدًا أن عمليات إسقاط المسيّرات ستتواصل "ما دام العدوان مستمرًا". مجزرة جديدة في رأس عيسى: أميركا متهمة بارتكاب "جريمة حرب" ليلة الجمعة، نفذت المقاتلات الأميركية غارات على عدة مدن يمنية بينها صنعاء وصعدة والجوف، أسفرت عن سقوط عشرات القتلى والجرحى، أبرزهم في ميناء رأس عيسى، حيث قُتل 38 مدنيًا وأصيب أكثر من 100، بحسب ما أعلنته السلطات الصحية. عضو المجلس السياسي الأعلى في صنعاء، محمد علي الحوثي، اعتبر أن الغارات الأميركية ترقى إلى "جرائم حرب متعمدة"، مشيرًا إلى أن استهداف منشآت مدنية وموانئ يعد "دعماً مباشراً للكيان الإسرائيلي وإرهاباً دولياً منظمًا". شاهد: https://www.youtube.com/watch?v=7yVDVEILYWI https://www.youtube.com/watch?v=7hta4Sbtlrk