أدرجت مجلة تايم الأمريكية، الرئيس السوري الجديد أحمد الشرع ضمن قائمتها السنوية لأكثر 100 شخصية تأثيراً في العالم لعام 2025، لتضعه إلى جانب قادة وزعماء عالميين أحدثوا تحولات سياسية فارقة، وتعترف بدوره المفصلي في إحداث واحدة من أعقد الانتقالات السياسية في الشرق الأوسط خلال العقود الأخيرة.

ووصفت المجلة الشرع بأنه "شخصية محورية في التحولات السياسية الجذرية التي شهدتها سوريا مؤخراً"، مشيرة إلى قيادته لتحالف سياسي-عسكري غير مسبوق، ضمّ بين صفوفه فصائل كانت في السابق على خلاف جذري، أبرزها "هيئة تحرير الشام"، بهدف الإطاحة بنظام بشار الأسد، وهو ما تحقق في ديسمبر 2024 بعد سنوات من التمترس الدموي.

انتقال مفاجئ بعد نصف قرن من الحكم الاستبدادي
ورأت تايم أن الشرع نجح في استثمار لحظة إقليمية ودولية نادرة، جمعت بين تراجع نفوذ حلفاء النظام السوري، وتغييرات كبرى في موازين القوى بالمنطقة، ليقود ما وصفته المجلة بـ"الانتقال السياسي الأكثر دراماتيكية في تاريخ سوريا الحديث". فبعد أكثر من خمسين عاماً من حكم آل الأسد، باتت البلاد أمام واقع سياسي جديد لم تتضح معالمه بعد، لكنه يثير آمالاً وتوجسات في آنٍ معاً.

تحديات مرحلة ما بعد الأسد
وأكدت المجلة أن الرئيس الشرع، الذي كان قبل أعوام شخصية مجهولة على الساحة الدولية، "يقف اليوم أمام تحدٍّ تاريخي"، في إشارة إلى ما وصفته بـ"الاختبار الأصعب": إدارة مرحلة انتقالية معقدة، تتقاطع فيها تطلعات السوريين إلى العدالة والحرية، مع الضغوط المتزايدة من فصائل مسلحة شاركته القتال، وتحولات إقليمية تفرض شروطها على شكل الدولة القادمة.

وأشارت تايم إلى أن المشهد السوري ما بعد الأسد لا يزال هشاً، وأن "الشرع مطالب بإثبات قدرته على التحول من قائد عسكري إلى رجل دولة"، وهي مهمة لا تقل صعوبة عن إسقاط النظام نفسه، وسط اقتصاد منهار، ونسيج اجتماعي ممزق، وخرائط نفوذ أجنبية متداخلة.

ضمن قائمة زعماء اللحظة العالمية
وضمت قائمة التايم 100 لهذا العام إلى جانب الشرع، عدداً من الشخصيات السياسية العالمية التي تعكس تحولات عميقة في السياسات الدولية، مثل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الذي عاد إلى البيت الأبيض، ورئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر الذي أنهى سنوات من حكم المحافظين، والرئيس الأرجنتيني خافيير ميلي، وأول رئيسة منتخبة في تاريخ المكسيك، كلوديا شينباوم.

ويأتي إدراج الشرع في هذا السياق بوصفه جزءاً من موجة صاعدة من الزعماء الذين وصلوا إلى السلطة على وقع تحولات داخلية عاصفة، في مشهد عالمي يتسم بعدم اليقين وإعادة تشكّل التحالفات.

"تايم": قائمة تصنعها لحظات التحول
تُعد قائمة تايم السنوية، التي انطلقت منذ العام 1999، من أبرز التصنيفات العالمية التي تسلط الضوء على شخصيات تركت أثراً بالغاً في مجتمعاتها أو على مستوى العالم، سواء في السياسة أو الفنون أو العلوم أو النضال من أجل الحقوق والحريات. ويُنظر إليها كمنصة لتوثيق لحظات التحول الكبرى في العالم من خلال الأفراد الذين قادوها أو كانوا في قلبها.