كشف موقع ميدل إيست مونيتور وثائق بريطانية جديدة تُظهر أن الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، مؤسس ورئيس دولة الإمارات الراحل، لم يثق في استعداد الولايات المتحدة للدفاع عن حلفائها العرب إذا واجهوا انتفاضات شعبية.

في مايو 1986، استقبل الشيخ زايد ومعه ابن أخيه ورئيس ديوانه الشيخ سرور، النائب البريطاني جوليان أمري في أبوظبي، وعبّرا عن شكوكهما حول وفاء أمريكا بوعودها. جاءت الزيارة تزامنًا مع زيارة مساعد وزير الخارجية الأمريكي ريتشارد مورفي إلى الإمارات، وسط توتر إقليمي بسبب حرب العراق وإيران.

أشار الشيخ زايد والشيخ سرور إلى عجز إدارة الرئيس الأمريكي آنذاك، رونالد ريجان، عن إقناع الكونجرس ببيع الأسلحة للدول العربية الصديقة، وعدّا هذا العجز دليلًا على ضعف القدرة الأمريكية.

وتساءلا: "إذا امتدت حرب إيران والعراق إلى الخليج، هل تتدخل الإدارة الأمريكية لحمايتنا كما تدّعي؟ أم أن الكونغرس والرأي العام سيمنعانها؟"

سجل أمري في ملاحظاته أن أكثر ما لفت انتباهه في الإمارات آنذاك هو "تراجع الاحترام للولايات المتحدة"، وعلّل هذا التراجع بعدم قدرة الإدارة الأمريكية على الالتزام بسياستها، أكثر من دعمها لإسرائيل.

عبّر القادة الإماراتيون عن مشاعر قوية مصدرها شعور بأن واشنطن لا تقف مع أصدقائها. واستشهدوا بحالات مثل تخلي أمريكا عن شاه إيران عام 1979، وعن جان كلود دوفالييه في هايتي، وفرديناند ماركوس في الفلبين، رغم كونهم حلفاء لواشنطن لسنوات.

رأى زايد وسرور أن هذه الشخصيات، رغم سمعتها المثيرة للجدل، خدمت مصالح أمريكا، وكان يفترض أن تتعامل معها باحترام لا بإقصاء. وسألا: "إذا كان هذا مصير أصدقاء أمريكا، فما فائدة التحالف معها؟"

في مذكراته للحكومة البريطانية، علّق أمري بأن القادة في الشرق الأوسط يضعون أهمية كبرى للعلاقات الشخصية، أكثر مما يفعله الساسة في الغرب. وأشار إلى انسحاب بريطانيا من عدن عام 1967، معتبرًا أن السعودية حينها قدّمت اللجوء لقيادة عدن كدليل على الوفاء، وهو أمر يُقدّره قادة المنطقة.

كما أشار إلى مثال الديكتاتور الأوغندي عيدي أمين، الذي عاش في منفى آمن في ليبيا والسعودية حتى وفاته، رغم ارتكابه جرائم جسيمة.

وصفت رئيسة الوزراء البريطانية آنذاك، مارجريت تاتشر، تقرير أمري بأنه "مثير للغاية ومليء بالمعلومات".

يعكس التقرير قلق قادة الإمارات من هشاشة التحالفات الغربية، ويُبرز رؤية الشيخ زايد التي جمعت بين الحذر السياسي والواقعية الإقليمية في ظل تقلبات المواقف الدولية.

https://www.middleeastmonitor.com/20250422-sheikh-zayed-lacked-faith-in-us-protection-of-allied-arab-leaders-during-difficult-times-british-documents-reveal/