كشف عدد من المحامين والنشطاء عن جهود مضنية تبذلها نيرمين اسماعيل، والدة وزير التعليم المزور محمد عبد اللطيف، مواجهة الدعوى القض ائية المطالبة بعزل ابنها، لضلوعه بتزوير شهادات علمية ، تتعلق بحصوله على دكتوراة مزورة.
وكشف المحامي عمرو عبد السلام على صفحته على الفيس بووك، عن اقامتها حفلة غذاء بقصر الكبابجي بالتجمع الخامس، لعدد من الصحفيين والاعلاميين، لتدشين حملات اعلامية مؤيدة للوزير، تضمنت العزومة حضور العشرات من الاعلاميين، ومحرري الاخبار التعليمية بالصحف والبرامج التوك شو، أعقب العزومة نشر العديد من المقالات والموضوعات الصحفية والاخبار التلميعية للوزير..
وشارك بالحملة كتاب صخفيين متهمين ايضا بالتزوير في مؤهلاتهم ووظائفهم، ومنهم من تورط في قضايا فساد كبرى بوزارة الزراعة وغيرها.
وكانت محكمة القضاء الإداري (الدائرة الأولى حقوق وحريات) حددت جلسة 31 مايو المقبل لنظر أولى جلسات الدعوى رقم 53050 لسنة 79 قضائية، شق عاجل، المطالبة بعزل وزير التربية والتعليم، محمد عبد اللطيف، على خلفية اتهامات تتعلق بتزوير مؤهلاته الدراسية واستغلال النفوذ، بحسب ما أعلنه المحامي عمرو عبد السلام عبر صفحته الرسمية على فيسبوك.
وتأتي هذه الجلسة بعد أن أودع 15 محاميًا دعوى مستعجلة أمام المحكمة الأسبوع الماضي، تطالب بإلغاء قرار تعيين عبد اللطيف، ووقف جميع القرارات والإجراءات التي اتخذها منذ توليه منصبه، بزعم فقدانه أهم شروط التعيين القانونية: المؤهل العلمي المناسب.
مؤهلات محل شك
تعود جذور القضية إلى لحظة تعيين محمد عبد اللطيف وزيرًا في حكومة عبدالفتاح السيسي، حين جرى تقديمه للرأي العام كسليل مسار أكاديمي متميز، يحمل بكالوريوس سياحة وفنادق من جامعة حلوان، وماجستيرًا من جامعة لورانس بالولايات المتحدة الأمريكية، ودكتوراه من جامعة كاردف سيتي الأمريكية عبر التعليم عن بُعد.
لكن لاحقًا، ظهرت شكوك حيال صحة هذه الشهادات، خاصة بعدما أكد محامو الدعوى أنهم خاطبوا رسميًا جامعتي لورانس وكاردف سيتي، اللتين جاء ردهما بنفي إصدار أي شهادات دراسية باسم الوزير، إضافة إلى عدم وجود تخصصات مرتبطة بـ"التربية أو تطوير التعليم" ضمن برامجهما.
ويعتزم فريق الدفاع مطالبة المجلس الأعلى للجامعات بالكشف عن صحة بيانات الوزير التعليمية رسميًا، في خطوة قد تؤدي إلى فضح أزمة مؤسسية أوسع تتعلق بفحص أوراق المسؤولين قبل تعيينهم.
تصعيد قضائي وبلاغات جنائية
في تصعيد آخر، كشف المحامي عمرو عبد السلام أن أحد أعضاء فريق الدفاع تعرض لتهديد مباشر من قبل فرد مرتبط بمنصة "أشطر"، المملوكة لعائلة الوزير.
وبحسب عبد السلام، فإن والدة الوزير، نرمين إسماعيل، هددت خلال مكالمة موثقة قائلة: «لو متنازلوش عن القضية أنا هجيبهم في شوال»، معتبرًا ذلك تهديدًا جنائيًا يستوجب المحاسبة.
وأكد عبد السلام أن فريق المحامين يعد حاليًا بلاغًا رسميًا لتقديمه إلى النائب العام، يتهم الوزير وعددًا من أفراد أسرته بالتحريض على التهديد واستخدام النفوذ لإرهاب خصومه القانونيين.
تضارب مصالح.. و"أشطر" تحت المجهر
لم تتوقف الأزمة عند حدود المؤهلات الدراسية المشكوك بها، بل امتدت إلى اتهامات بتضارب المصالح نتيجة علاقة الوزير السابقة بمنصة "أشطر" للتعليم الرقمي.
أُسست المنصة عام 2020 خلال جائحة كورونا، وحققت انتشارًا واسعًا مع الإغلاق الكلي للمدارس، مقدمة خدماتها التعليمية بشكل مجاني في البداية، قبل أن تتحول إلى منصة مدفوعة لاحقًا.
وبحسب مراقبين، فإن صعود عبد اللطيف من مدير تنفيذي لمنصة تعليمية إلى وزير مسؤول عن رسم سياسات التعليم، يطرح تساؤلات حول احتمالية استغلال منصبه الوزاري لدعم مشروع عائلي تجاري، خاصة في ظل غياب قواعد واضحة لدرء تضارب المصالح داخل التعيينات الحكومية.