أعلن الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، مساء أمس الثلاثاء، من العاصمة السعودية الرياض، رفع العقوبات الأميركية المفروضة على سوريا منذ أكثر من عقد. القرار الذي أثار ردود فعل دولية متباينة، جاء على خلفية مشاورات ثلاثية جمعت ترامب بولي العهد السعودي محمد بن سلمان والرئيس التركي رجب طيب إردوغان.

وفي كلمة ألقاها خلال منتدى الاستثمار السعودي - الأميركي، أوضح ترامب أن قراره يستند إلى "رغبة في إعطاء سوريا فرصة جديدة لتحقيق العظمة"، على حد تعبيره، مؤكداً أن العقوبات كانت "وحشية ومعطلة، ولم تعد تؤدي وظيفة مهمة".
 

بداية لعودة العلاقات؟
   ترامب أشار في كلمته إلى أن إدارته بدأت أولى الخطوات نحو استعادة العلاقات الطبيعية مع سوريا، للمرة الأولى منذ اندلاع الحرب عام 2011، مؤكدًا أن وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو سيلتقي هذا الأسبوع نظيره السوري أسعد الشيباني في تركيا، في أول تواصل دبلوماسي مباشر بين البلدين منذ القطيعة.

وقال الرئيس الأميركي: "نريد أن نعطي الحكومة السورية الجديدة فرصة لتحقيق الاستقرار، وإنهاء عقود من الصراع والمعاناة"، مضيفاً أن واشنطن مستعدة "للانخراط في إعادة إعمار سوريا، بالشراكة مع الحلفاء في المنطقة".
 

دمشق ترحب وتصف القرار بـ"نقطة تحول"
   وسريعاً، جاء الرد من دمشق على لسان وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني، الذي رحب بالقرار الأميركي، معتبراً إياه "نقطة تحول محورية للشعب السوري".
وقال الشيباني في تصريحات لوكالة الأنباء السورية "سانا"، إن بلاده تنظر إلى إعلان ترامب "بإيجابية بالغة"، وتعبّر عن استعدادها "لبناء علاقة تقوم على الاحترام المتبادل والثقة والمصالح المشتركة".

وأضاف أن هذه الخطوة من شأنها أن تفتح الباب أمام "سلام تاريخي ونصر حقيقي للمصالح الأميركية في سوريا"، مؤكداً أن دمشق مستعدة للمضي في خطوات إصلاحية تواكب التغيّرات الدولية، وتلبي تطلعات السوريين في إعادة الإعمار والاكتفاء الذاتي.

وفي منشور له على منصة "أكس"، شكر الشيباني السعودية على "دورها في دعم مساعي رفع العقوبات"، في إشارة إلى الدور المتصاعد الذي تلعبه الرياض كوسيط إقليمي في ملفات كانت حتى وقت قريب من المحرمات الدبلوماسية.
 

الخارجية الأميركية: قرار مدروس بعد "خطوات إيجابية"
   من جهتها، أكدت وزارة الخارجية الأميركية أن قرار ترامب "جاء بعد مراجعة شاملة"، مشيرة إلى أن القيادة السورية أظهرت مؤخراً "خطوات إيجابية" شجعت على هذا الانفتاح.
وقالت الوزارة إن رفع العقوبات "لا يتطلّب اجتماعاً مباشراً بين ترامب والقيادة السورية"، وإن اللقاء المرتقب بين روبيو والشيباني سيكون "استكشافياً، لوضع خارطة طريق مستقبلية للعلاقات".