نشر موقع العربي الجديد تقريرًا يُشير إلى أن مصر انضمت رسميًا إلى "الرباعية الدولية" المعنية بالأزمة السودانية، والتي تضمّ الولايات المتحدة والسعودية والإمارات، في حين غاب ممثل المملكة المتحدة عن الاجتماع الأخير، ما يعزز التكهنات بأن القاهرة حلّت محل لندن في هذا التكتل.
أكّد بيان صادر عن وزارة الخارجية الأمريكية الأسبوع الماضي مشاركة سفراء مصر والسعودية والإمارات في اجتماع الرباعية في واشنطن، دون أي إشارة إلى ممثل بريطاني. وتشكلت هذه الرباعية عام 2021 بهدف تسهيل الوساطة ودعم الانتقال المدني في السودان.
كشفت مصادر دبلوماسية مصرية لـ"العربي الجديد" أن القاهرة كثّفت تحركاتها الإقليمية والدولية خلال الأسابيع الأخيرة بشأن الحرب الدائرة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع. وأشارت إلى أن القيادة المصرية تابعت بقلق تمدد قوات الدعم السريع في بعض المناطق الحدودية، إلى جانب مخاوف من سعي أطراف إقليمية نحو شرعنة تقسيم السودان.
وأوضحت المصادر أن الدور المصري تجاوز الجانب العسكري، واشتمل على جهود دبلوماسية رفيعة في عدة عواصم فاعلة في الملف السوداني، ما مهّد الطريق لانضمام مصر رسميًا إلى الرباعية.
في المقابل، تراجع الدور البريطاني بسبب خلافات داخلية حول كيفية التعامل مع الأزمة السودانية، ما مهّد لخروج لندن من الرباعية بحسب المصادر.
الخطوة "طبيعية ومنطقية" بحسب القاهرة
قال السفير حسام عيسى، مساعد وزير الخارجية المصري السابق لشؤون السودان، إن انضمام مصر إلى الرباعية "خطوة طبيعية ومنطقية" بحكم العلاقات التاريخية العميقة مع السودان، والأهمية الاستراتيجية لهذا البلد لمصر، سواء كجزء من وادي النيل أو لوقوعه على البحر الأحمر.
أوضح عيسى أن مصر أبدت فاعلية ملحوظة في التعاطي مع الأزمة، ليس فقط بموقفها المؤيد لمؤسسات الدولة السودانية والجيش، بل أيضًا عبر استضافتها نحو 70% من اللاجئين السودانيين الفارين من الحرب، أي نحو مليوني شخص، دون احتجازهم في معسكرات مغلقة كما تفعل دول أخرى.
وشدّد على أن إنهاء الحرب يظل مسؤولية السودانيين أنفسهم، في حين ينحصر دور القوى الإقليمية والدولية في التسهيل والدعم.
تقاطع وتباين في المواقف
قال السفير السوداني السابق لدى الولايات المتحدة، خضير هارون، إن هناك توافقًا بين مصر والسعودية والإمارات ـ بدرجات متفاوتة ـ على ضرورة إبعاد الإسلاميين عن السلطة بعد انتهاء الحرب، وهو الموقف ذاته الذي تتبناه واشنطن وتل أبيب.
لكنه أشار إلى وجود خلافات بين الأطراف بشأن مستقبل قوات الدعم السريع، حيث ترفض القاهرة فكرة استبدال الجيش بها، بينما تدعمها أبو ظبي، ما يعكس تضارب المصالح الإقليمية حول من يتولى حكم السودان في المستقبل.
دور مصري مطلوب دوليًا
أكّد الخبير العسكري الاستراتيجي معتصم عبد القادر أن انضمام مصر إلى الرباعية يُعبّر عن حاجة هذا التكتل إلى طرف إقليمي يتمتع بعلاقات متوازنة وبنّاءة مع السلطة الحاكمة في السودان، ما قد يساهم في تسريع إنهاء الحرب.
وبهذا، تكتسب مصر موقعًا متقدّمًا في معادلة الوساطة الإقليمية والدولية بشأن السودان، بينما تتراجع أدوار كانت فاعلة سابقًا مثل بريطانيا، وسط تصاعد الصراع وتعقّد خريطة المصالح في المنطقة.
https://www.newarab.com/news/has-egypt-quietly-taken-uks-place-sudan-quartet