وثّقت فتاة لحظة صادمة اعتدى فيها أحد العاملين في فرع «ستاربكس» الواقع داخل محطة بنزين "تشيل آوت" على طريق القاهرة - الإسكندرية الصحراوي، على طفلة صغيرة لا يتجاوز عمرها 10 سنوات، كانت تطلب المساعدة من المارة، في واقعة أثارت موجة غضب شعبي على مواقع التواصل الاجتماعي.

ونشرت الشاهدة، وتدعى دنيا متولي، تفاصيل الحادثة على صفحتها الشخصية في "فيسبوك"، مؤكدة أنها كانت تقف بسيارتها بالقرب من الفرع لحظة وقوع الاعتداء.

وروت: "شاهدت شابًا من العاملين في ستاربكس يخرج مسرعًا من الجراج، ويهجم على طفلة صغيرة بتشحت، وبدأ يضربها بقسوة شديدة وسط صدمة المارة، ثم جرّها من يدها بعنف إلى داخل منطقة خدمة السيارات (Drive Thru)، دون أي مقاومة تُذكر من الطفلة".

وأضافت أن الطفلة خرجت بعد دقائق وهي منهارة، تمسك بذراعها من شدة الألم، وتبكي إلى جانب شقيقها الصغير، مضيفةً: "كان المشهد مفجعًا، والطفلة لا تقوى حتى على الكلام أو المقاومة".

وقالت دنيا إنها لم تستطع التدخل في اللحظة الأولى خوفًا من رد فعل العامل، لكنها اقتربت من الطفلة لاحقًا لمواساتها، مؤكدة أن كاميرات المراقبة في المكان يجب أن تكون قد وثقت كل ما حدث.

 

دعوات للمقاطعة تعود إلى الواجهة

تأتي هذه الواقعة في وقت تتسع فيه المقاطعة الشعبية في مصر والعالم العربي لعدد من العلامات التجارية الغربية، وعلى رأسها "ستاربكس"، بسبب موقفها من القضية الفلسطينية وعلاقاتها في السوق الإسرائيلية.

فقد افتتحت "ستاربكس" أول فروعها داخل إسرائيل في سبتمبر 2001 من خلال شراكة مع شركة "ديلك" (Delek) الإسرائيلية للطاقة، وتوسعت سريعًا إلى عشرة فروع خلال السنة الأولى، مع خطة للوصول إلى 80 فرعًا بحلول عام 2005. ورغم توقف نشاط الشركة داخل إسرائيل لاحقًا، لا تزال تلك الشراكة السابقة تثير جدلًا واسعًا في الأوساط الشعبية، خصوصًا في ظل الأحداث الجارية في قطاع غزة.

وتزايدت في الأشهر الماضية دعوات مقاطعة "ستاربكس" داخل مصر، مترافقة مع حملات على مواقع التواصل الاجتماعي تتهم الشركة بدعم غير مباشر للاحتلال الإسرائيلي، أو بالتقاعس عن إظهار أي تضامن مع الضحايا المدنيين الفلسطينيين.

وقد أعاد الحادث الأخير إشعال هذه الدعوات، حيث طالب الكثير من المستخدمين عبر "تويتر" و"فيسبوك" بمقاطعة الفرع المعتدي ومحاسبة العامل قانونيًا، إلى جانب مقاطعة العلامة التجارية ككل، باعتبارها لا تعكس قيم احترام الإنسان، خصوصًا الأطفال.

 

غضب من الصمت والتواطؤ

وأعربت دنيا متولي عن استيائها من رد فعل الموجودين في محيط الحادثة، قائلة: "المؤسف إن ولا واحد من الرجالة اللي كانوا في العربيات حوالينا فكر ينزل أو يتدخل أو حتى يسأل في البنت"، مشيرة إلى أن مشهد الاعتداء كان علنيًا وصادمًا.

كما وجّهت رسالة إلى المعتدي قالت فيها: "حتى لو البنت عملت حاجة غلط، ده لا يديك الحق أنك تضربها بالشكل ده.. ربنا ها يجيب حقها، وأتمنى إدارة ستاربكس تاخد إجراء واضح"، داعية إلى تقديم الدعم النفسي والاجتماعي للطفلة، والتحقيق الفوري مع الموظف ومحاسبته.

الفيديو:
https://www.youtube.com/shorts/M8fdjh6IVOI

https://www.facebook.com/watch/?v=1211208327416803