لا يكاد الشارع المصري يفيق من فاجعة مرورية حتى يُفجع بأخرى، فبعد أبشع الكوارث، بعد مقتل 19 فتاة في حادث سير مروّع أثناء عودتهن من يوم عمل شاق في أحد المصانع.
وتشهد مصر في السنوات الأخيرة تكرارًا لحوادث الطرق المأساوية، ما يكشف عن ثغرات خطيرة في منظومة النقل، وسلامة الطرق، وشروط العمل، وسط غياب فعّال للرقابة والمساءلة.
وشهد الطريق الصحراوي الغربي مركز سمالوط شمال محافظة المنيا، حادث انقلاب سيارة ميكروباص، نتيجة السرعة الزائدة، مما أسفر عن إصابة 15 شخصًا، وتم نقلهم إلى المستشفى لتلقي الرعاية الصحية اللازمة.
انتقل رجال الشرطة وسيارات الإسعاف إلي موقع الحادث، وتبين إصابة 14 شخص بينهم أطفال، بإصابات متنوعة ما بين سحجات وكدمات وكسور مضاعفة باليد والساقين وما بعد الارتجاج، وتم نقلهم إلي مستشفي سمالوط النموذجي لتلقي العلاج اللازم.
وكشفت التحريات الأولية لفريق البحث الجنائي، أن سبب وقوع الحادث هو تهور السائق في السرعة الزائدة، وتم التحفظ علي المركبة تحت تصرف جهات التحقيق، وتمت إزالة آثار الحادث وفتح الطريق مرة أخري لتيسير الحركة المرورية، وحرر محضر بالواقعة وتولت النيابة العامة مباشرة التحقيقات وإتخاذ كافة الإجراءات القانونية اللازمة.
وكشف مصدر طبي أسماء المصابين وجاءت كالآتي:
- دينا جمال 29 عامًا
- إياد محمود 8 أعوام
- تمارا محمود 3 أعوام
- هاجر محمد 9 أعوام
- أحلام خلف 48 عامًا
- جنى أسامة 5 أعوامًا
- فارس أسامة 11 عامًا
- أسامة خلف 37 عامًا
- محمد أسامة 9 شهور
- عمر أسامة 7 أعوام
- مجدي أسامه 13 عامًا
- إيمان محمد 40 عامًا
- كارما ياسين 5 أعوام
- سليم ياسين 4 أعوام
- نسمه محمود 30 عامًا
ويأتي هذا الحادث بعد الحادث المروّع الذي شهده الطريق «الدائري الإقليمي» في محافظة المنوفية الأسبوع الماضي، عندما دهست شاحنة نقل ثقيل حافلة ركاب، وأودت بحياة 19 فتاة؛ تكررت عدة حوادث أخرى، ولاقت اهتماماً جماهيرياً وإعلامياً.
وأمس الجمعة، أصيب 16 شخصاً، إثر انقلاب سيارة أجرة (ميكروباص) على طريق دشلوط - الفرافرة في نطاق مركز ديروط بمحافظة أسيوط .
كما وقع حادث مأساوي على طريق العلمين الساحلي شمال القاهرة، الخميس، حينما وقع تصادم عنيف بين سيارتين، نتج عنه وفاة أسرة كاملة مكونة من أب وأم وطفلين.
وسبقه أيضاً، الخميس، حادث مروع شهده الطريق الدائري بمنطقة المعادي في القاهرة، حينما دهست شاحنة نقل ثقيل 7 سيارات، بسبب «السرعة الزائدة»، ولم تقع وفيات في الحادث، ولكنه أسفر عن عدد من الإصابات.
وشهدت الأيام الماضية حالة من الغضب العام في مصر عقب حادث «فتيات المنوفية»، وطالب البعض بـ«ضرورة محاسبة المسؤولين عن هذه الحوادث المفجعة» بسبب ما وصفوه بـ«سوء حالة بعض الطرق».
ووفق أحدث إحصائية لـ«الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء» بمصر، فقد «بلغ عدد المتوفين في حوادث الطرق بالبلاد 5260 شخصاً عام 2024، مقابل 5861 عام 2023 بنسبة انخفاض 10.3 في المائة، في حين سجّل عدد إصابات حوادث الطرق 76362 إصابة في 2024، مقابل 71016 عام 2023 بنسبة ارتفاع 7.5 في المائة»، وكان أعلى عدد إصابات على مستوى المحافظات المصرية في محافظة الدقهلية؛ إذ بلغ 15563 إصابة، وأقل عدد إصابات في محافظة السويس؛ إذ بلغ 39 إصابة عام 2024.
وقال مصدر في «الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء» إن «الإحصاء يتم عبر الحصول على بيانات الحوادث من وزارة الصحة، وهيئة السكك الحديدية بالنسبة لحوادث القطارات»