كشفت الشبكة المصرية لحقوق الإنسان عن محاولة انتحار صادمة أقدم عليها الدكتور عبد الرحيم محمد، استشاري أمراض القلب المعروف، داخل زنزانته بسجن بدر 3 يوم الجمعة الموافق 4 يوليو 2025، احتجاجًا على ظروف الاحتجاز "اللاإنسانية" التي يعيشها منذ سنوات.

وبحسب المعلومات التي حصلت عليها الشبكة من مصادر موثوقة، فإن الدكتور عبد الرحيم، البالغ من العمر 61 عامًا، أقدم على محاولة ذبح نفسه أمام كاميرات المراقبة داخل زنزانته، تعبيرًا عن يأسه من الأوضاع الكارثية التي يعاني منها منذ اعتقاله في 16 أغسطس 2013. وقد تم إنقاذه في اللحظات الأخيرة، ونُقل إلى المستشفى لتلقي العلاج.

وتأتي هذه الحادثة الصادمة لتسلط الضوء مجددًا على الواقع القاتم داخل سجن بدر 3، الذي أصبح في الآونة الأخيرة مركزًا متكررًا لحالات الانتحار أو محاولات الانتحار نتيجة ما تصفه منظمات حقوقية محلية ودولية بـ"الظروف القاتلة" من حيث الإهمال الطبي، والعزل، والحرمان من التواصل، وسوء المعاملة، وانعدام أبسط مقومات الحياة الإنسانية.

 

خلفية اعتقال ومعاناة ممتدة
الدكتور عبد الرحيم محمد، الذي يُعد من الكفاءات الطبية المرموقة في تخصص أمراض القلب، اعتُقل عقب فض اعتصام رابعة العدوية عام 2013، وتعرض منذ لحظة القبض عليه إلى تعذيب جسدي ونفسي قاسٍ داخل مقار الأمن الوطني، قبل أن يُحتجز لاحقًا في سجن العقرب، ومنه نُقل إلى سجن بدر 3.

ووفقًا للشبكة المصرية لحقوق الإنسان، فإن عبد الرحيم ومن معه من المعتقلين السياسيين يعيشون في عزلة شبه تامة منذ سنوات، حيث يُمنعون من الزيارة والتواصل، ويحرمون من الرعاية الصحية والنفسية المناسبة، ما تسبب في تدهور حالتهم الصحية بشكل كبير.

 

إضراب جماعي عن الطعام
بالتزامن مع محاولة انتحار عبد الرحيم، أكدت الشبكة دخول عشرات المعتقلين السياسيين داخل نفس العنبر في إضراب مفتوح عن الطعام، احتجاجًا على استمرار الانتهاكات التي يتعرضون لها.

وأوضحت أن هذا الإضراب يأتي في سياق متصاعد من الرفض الجماعي لسياسات القمع داخل السجون، والتي صنفتها منظمات حقوقية دولية على أنها "جرائم ضد الإنسانية".

 

مسؤولية الدولة ومطالب عاجلة
وحملت الشبكة المصرية لحقوق الإنسان السلطات، المسؤولية الكاملة عن حياة الدكتور عبد الرحيم محمد وسلامته، مطالبةً بضرورة تمكينه فورًا من العلاج الطبي والنفسي، وفتح تحقيق عاجل وشفاف في الواقعة، مع محاسبة المسؤولين عن تدهور حالته.

كما دعت الشبكة إلى ضرورة إجراء تفتيش دولي ومستقل على سجن بدر 3 من قِبل المفوضية السامية لحقوق الإنسان، لضمان احترام المعايير الدولية في معاملة السجناء، وتمكينهم من حقوقهم الأساسية، وعلى رأسها العلاج، والزيارة، والتواصل مع العالم الخارجي.

 

إنذار مبكر لمأساة جماعية قادمة
وفي تحذير لافت، أكدت الشبكة أن استمرار هذه الانتهاكات الجسيمة بغطاء سيادي، قد يؤدي إلى "كوارث إنسانية متتالية"، في ظل ما وصفته بـ"تصاعد محاولات الانتحار واليأس العام بين المعتقلين"، وهو ما يهدد بمأساة جماعية داخل أسوار السجون المصرية.

https://www.facebook.com/photo/?fbid=756456160068779