احتشد عشرات الصحفيين والنشطاء، مساء أمس الأربعاء، على سلالم نقابة الصحفيين بوسط القاهرة، في وقفة احتجاجية للتنديد بمجازر الاحتلال الإسرائيلي المستمرة في قطاع غزة، ولا سيما استهداف الصحفيين الفلسطينيين.
الوقفة، التي دعت إليها لجنة دعم الشعب الفلسطيني بالنقابة، جاءت بعد أيام من مجزرة مروعة ارتكبها جيش الاحتلال حين استهدف بصاروخ خيمة طاقم شبكة الجزيرة أمام مستشفى الشفاء غرب غزة، ما أسفر عن مقتل ستة من الصحفيين والإعلاميين البارزين.
بدأت فعاليات الوقفة عند الثامنة مساءً، واستمرت قرابة ساعة، وسط حضور أمني كثيف وغير معتاد، إذ سبق عناصر الشرطة المحتجين إلى موقع النقابة، واصطف أكثر من عشرين ضابطًا وأمين شرطة بزي رسمي ومدني على الجهة المقابلة، بينما انتشرت سيارات الأمن المركزي في شارع عبد الخالق ثروت وامتداد شارع شامبليون، وقبل انطلاق الفعالية، وضعت الشرطة حواجز حديدية أسفل سلالم النقابة لتقييد حركة المحتجين ومنعهم من الامتداد إلى الشارع العام.
ورغم تلك الإجراءات، لم تخلُ الوقفة من المناوشات؛ حيث تعرّض المشاركون لتعليقات مستفزة من بعض المارة، أبرزها حين توقف سائق سيارة بالقرب من الحواجز وهتف "السيسي عمهم وحارق دمهم"، لتتعالى الردود من المتظاهرين: "المجد للقسّام والعار على الحكام"، كما اقتحم أحد المواطنين مرتديًا جلبابًا الحواجز الحديدية، مهاجمًا المشاركين وموجهًا لهم ألفاظًا نابية قبل أن يغادر المكان.
الهتافات التي ترددت على سلالم النقابة لم تقتصر على التضامن مع الصحفيين الشهداء، بل حملت رسائل سياسية مباشرة؛ إذ ندد المشاركون بما وصفوه "ضعف الحكومات العربية وتخاذلها أمام السياسات الإسرائيلية"، ورددوا شعارات مثل: "يا حكومات عربية جبانة.. إما مقاومة وإما خيانة"، و"طول ما الدم العربي رخيص.. يسقط يسقط أي رئيس"، كما دعاوا صراحة إلى إلغاء اتفاقية كامب ديفيد، مرددين: "قولي يا مصري إيه أخبارك.. كامب ديفيد عار وعارك"، و"عيش.. حرية.. إلغاء الاتفاقية".
المحتجون رفعوا صورًا لعدد من الصحفيين الفلسطينيين الذين قضوا منذ بداية العدوان، وفي مقدمتهم المراسل أنس الشريف، والمصورون إبراهيم ضاهر ومؤمن عليوة، والمساعد محمد نوفل، والصحفي محمد الخالدي، وخصّصوا هتافات لتخليد ذكراهم: "قتلوا الصحفي صوت وصورة.. والحكام عينها مكسورة"، و"أنس شهيد الدم.. والدم مش بعيد".
الوقفة حملت أيضًا بُعدًا حقوقيًا داخليًا، إذ طالب المشاركون بالإفراج عن العشرات من الشباب المصريين المحبوسين احتياطيًا على خلفية فعاليات تضامنية مع فلسطين. ووفق إحصاءات للمبادرة المصرية للحقوق الشخصية في يونيو الماضي، تم توقيف 186 متضامنًا في 16 قضية مختلفة أمام نيابة أمن الدولة، على خلفية أنشطة سلمية شملت التظاهر ورفع اللافتات والمشاركة في جهود الإغاثة. وردد المحتجون: "دعم غزة مش إرهاب.. خرجوا كل الشباب"، و"شمال.. يمين.. خرجوا المعتقلين".
وشهدت الوقفة حضور شخصيات سياسية بارزة، من بينها المعارض أحمد الطنطاوي، ووزير القوى العاملة الأسبق وعضو حزب الكرامة كمال أبو عيطة، والقيادية بالحزب الاشتراكي كريمة الحفناوي، ووكيلة نقابة الأطباء السابقة منى مينا.
هذه الفعالية ليست الأولى من نوعها منذ اندلاع الحرب الإسرائيلية على غزة في 7 أكتوبر 2023، إذ تحوّلت سلالم نقابة الصحفيين خلال الشهور الماضية إلى منصة متكررة للتضامن، سواء بالمطالبة بوقف العدوان أو بإدخال المساعدات العاجلة إلى القطاع الذي يعيش حصارًا خانقًا.
الفيديو:
https://www.facebook.com/watch/?v=1353452510118977
https://x.com/OElfatairy/status/1955685884726046906