خرج الفريق كامل الوزير، نائب رئيس الحكومة ووزير الصناعة والنقل، مخاطبًا الشعب الغاضب: "ادونا فرصة وشوفوا هنعمل إيه.. وبلاش تشتمونا وتجرحونا، إحنا برضه عندنا أهالي وأولاد".
كلام يبدو وكأنه صادر من رجل مظلوم يحتاج بعض العطف، لكن الحقيقة أن الرجل نفسه جزء من سلطة أغرقت مصر في ديون لا حصر لها، وصرفت المليارات على طرق ومشروعات تحولت في النهاية إلى مصدر للموت والمعاناة.

الفريق كامل الوزير ظهر على شاشة صدى البلد وكأنه يطلب "هدنة" مع الشعب، داعيًا الناس للتروي قبل انتقاده، وقال: "ادونا فرصة وشوفوا هنعمل إيه، وبلاش تشتمونا وتجرحونا، إحنا برضه ناس عندنا بيوت وأولاد".. وكأن المصريين هم الذين يضايقونه بالانتقاد، وليست السياسات التي أغرقت البلد في الديون وخنقت المواطن! الوزير يتعامل مع الكوارث الاقتصادية والديون المتفاقمة وكأنها مجرد "سوء تفاهم عائلي" يحتاج مجاملة وصبر، بينما الواقع أن الطرق تنهار بعد أشهر من افتتاحها، وحوادث الطرق تزداد، والدين العام يبتلع أنفاس الناس.
أي فرصة يطلبها الوزير بعد كل هذه الكوارث؟ وأي تعاطف يرجوه وهو في موقع مسؤولية لا يعرف فيها سوى لغة التبرير؟
https://youtu.be/eYD5JVUyM0E

ووفق تغريدات واستفهامات شعبية واسعة على السوشيال ميديا، كان الاستغراب سيد الموقف: فعن أي فرصة يتحدث الوزير؟ وأي تعاطف يطلبه من شعب يعيش تحت وطأة الغلاء والفقر، بينما المسؤولون ينعمون بالسلطة ولا يحاسبهم أحد؟
 

ردود الفعل
تصريحات الوزير أثارت جدلًا واسعًا؛ فهذه الكلمات لم تُقنع الشارع المصري، بل زادت الغضب تجاه سياسات تُغرق البلاد في الديون وتُهدر المليارات على مشروعات ضخمة لا تحقق الأمان ولا العائد الموعود.
فبينما تتسع رقعة الفقر ويشتد الخناق على المواطن البسيط، يستمر المسؤولون في مطالبة الشعب بالمزيد من الصبر والثقة، دون محاسبة واضحة أو شفافية حول النتائج الكارثية التي خلفتها إدارتهم.

فتهكم جمال: "ما إحنا شوفنا انتوا عملتوا إيه، بقالكم 12 سنة بتجربوا فينا، والنتيجة إفلاس الدولة والدولار من 7 ج لـ 50 ج، ونسبة فقر 85%، ومجاعة وغلاء فاحش، وأسعار تضاعفت 3000%، وضيعتم النيل وبعتوا تيران وصنافير، وقمع واعتقالات وسجون، وأعلى نسبة بطالة وطلاق، عايزين فرصة لإيه تاني؟"
https://x.com/hosne_mubark/status/1958796368962630098

وأشار علي حمزة: "لازم دم جديد وشباب هو اللي يمسك الوزارات. يا كامل، انت دماغك من بتاعة السبعينات والستينات، لا تصلح لطبيعة الزمن ده. انت أخدت فرصتك وزيادة، انت مخلص أنا عارف.. بس غشيم. المفروض ييجي شباب جديد عندهم إبداع ومرونة وطاقة أكبر. أنت ماسك وزارتين، كفاية كده".
https://x.com/jack08051969/status/1958796829094490232

وتهكم حساب "الصحة الجيدة": "فرصة إيه يا راجل، انت بقالك 12 سنة بتعك".
https://x.com/pureheart421/status/1958798819761524748

وأضاف حسام: "11 سنة وعاوز فرصة؟ اللي قبلكم خدوا سنة واحدة ومحدش استحمل".
https://x.com/hossam73307586/status/1958794527407214846

ولفت حسني: "امنحونا فرصة؟! على أساس إنك لسه ماسك الوزارة قريب! أنت ماسك الوزارة من أكثر من سبع سنوات، ولكن من فشل إلى فشل".
https://x.com/hosnysallam70/status/1958798596595159093

وأكد حسين: "هو كده فعلًا، باين الشتيمة بتوجع وبتأذي. أنس حبيب طلع صح".
https://x.com/hussien1928/status/1958796070613377335
 

ديون فوق رقاب المصريين
كامل الوزير ورفاقه في السلطة يطالبون المصريين بالصبر، وكأن الشعب لم يصبر سنوات طويلة. الديون تضاعفت حتى اختنق الاقتصاد، والمواطن البسيط صار يدفع الفاتورة كل يوم عبر ارتفاع الأسعار والضرائب والرسوم.
أين ذهبت كل هذه المليارات التي اقترضتها الدولة؟ هل تحولت لمشاريع إنتاجية تُدر دخلًا؟ لا، بل لمشاريع واجهة وشعارات "إنجازات" لا يلمسها الناس سوى في نشرات الأخبار الرسمية.
الوزير يطلب فرصة جديدة، بينما الشعب يتساءل: كم فرصة أُعطيت من قبل؟ وكم جيل سيدفع ثمن هذه الديون التي لا تنتهي؟
 

الطرق الجديدة.. شوارع للموت
يتفاخر الوزير بالطرق والكباري التي تبتلع مليارات الدولارات، لكن الواقع أن هذه الطرق أصبحت مقابر مفتوحة.
الطريق الدائري مثال صارخ: توسعة بمليارات، ثم إغلاق متكرر بعد حوادث دامية تقتل الأبرياء.
لو أُنفق عُشر ما صُرف على "الديكورات" في دراسات السلامة المرورية أو على تطوير النقل العام، لما رأينا هذا الكم من الكوارث. لكن من الأسهل التقاط الصور أمام الكباري الجديدة، وإطلاق التصريحات عن "المعجزات الهندسية"، بينما الحوادث تبتلع أرواح المصريين يوميًا.
هذه ليست تنمية، بل استعراض مكلف يدفع ثمنه المواطن دمًا وديونًا.
 

لا حساب ولا عقاب
المصيبة الكبرى أن لا أحد يحاسب هؤلاء المسؤولين. كامل الوزير يتحدث كأنه فوق النقد، بينما أي مواطن بسيط يصرخ من الغلاء يجد نفسه متهمًا بتشويه صورة الدولة.
إذا كانت الديون تتفاقم، والمشاريع تفشل، والأرواح تضيع، فمن الطبيعي أن يُسأل الوزير ومن معه: أين ذهبت أموالنا؟
لكن بدلًا من ذلك، نُطالَب بالصمت "احترامًا" لهم. الحقيقة أن احترام الناس يُكتسب بالإنجاز والصدق، لا بالشعارات ولا بالمناصب العسكرية.
 

الشعب يئن.. والوزير يريد صبرًا جديدًا
الشعب لم يعد يملك ترف إعطاء فرص جديدة. الناس لم تعد تملك ما تنفقه على بيوتها، والأطفال ينامون جوعى، والمرتب لم يعد يكفي نصف الشهر.
ومع ذلك، يخرج الوزير يطلب "صبرًا" و"فرصة"، وكأن المصريين يعيشون في قصور بينما هو ورفاقه في معاناة!
الشعب لا يريد وعودًا جديدة، بل يريد حلًا حقيقيًا. يريد مسؤولًا يُحاسب عندما يفشل، لا مسؤولًا يخرج على الشاشات ليلوم الضحايا أنفسهم.

وأخيرًا، فكامل الوزير ومن معه يتحدثون عن الفرص، بينما المصريون يتحدثون عن لقمة العيش المفقودة، وعن ديون تحاصرهم، وعن طرق تحولت إلى مصائد موت.
الحقيقة أن المصريين لا يحتاجون إلى خطب جديدة، ولا إلى وعود براقة، بل إلى مسؤولين يعرفون أن من يحكم الناس ليس فوق النقد، وأن الكرسي ليس حصانة ضد المحاسبة.
فإذا كان الوزير يطلب فرصة، فإن الشعب بدوره يطلب شيئًا واحدًا: فرصة للحياة بكرامة، دون أن يبتلعه الفقر أو الديون أو الحوادث.