أعلنت جماعة الحوثي اليمنية، اليوم الاثنين، أنها نفذت هجومًا صاروخيًا استهدف ناقلة النفط الإسرائيلية "سكارليت راي" (SCARLET RAY) التي ترفع علم ليبيريا، أثناء إبحارها قرب ميناء ينبع السعودي على البحر الأحمر، في تصعيد جديد يستهدف حركة الملاحة الإسرائيلية ردًا على استمرار العدوان على قطاع غزة.
وقالت وكالة رويترز نقلًا عن مصادر بحرية إن شركة إمبري البريطانية للأمن البحري تلقت بلاغًا يفيد بوقوع انفجار بالقرب من ناقلة نفط جنوب غرب ينبع. وأوضحت عمليات التجارة البحرية في المملكة المتحدة أن سفينة أبلغت عن سقوط قذيفة مجهولة على مقربة منها وسماع صوت انفجار قوي، مؤكدة أن طاقم السفينة بخير وأنها تواصل رحلتها دون أضرار كارثية.
وفي تحديث لاحق، ذكرت شركة إمبري أن السفينة المستهدفة تتطابق مع معايير الأهداف التي سبق أن أعلن الحوثيون استهدافها، نظرًا لكونها مملوكة لشركات إسرائيلية بشكل علني، وهو ما يجعلها هدفًا مباشرًا في إطار العمليات التي تنفذها الجماعة ضد المصالح الإسرائيلية في البحر الأحمر والبحر العربي.
وفي بيان رسمي نشره على منصة إكس، أعلن المتحدث باسم الحوثيين العميد يحيى سريع أن الهجوم جاء "انتصارًا لمظلومية الشعب الفلسطيني ومجاهديه الأعزاء، وردًا على جرائم الإبادة الجماعية وجرائم التجويع التي يقترفها العدو الصهيوني بحق إخواننا في قطاع غزة"، مؤكدًا أن العملية تمت بصاروخ باليستي أطلقته القوات البحرية التابعة للحوثيين.
وأوضح سريع أن السفينة أصيبت بشكل مباشر، مشددًا على أن العمليات العسكرية البحرية التي تستهدف السفن الإسرائيلية أو تلك المرتبطة بها ستستمر ما لم يتوقف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة ويُرفع الحصار المفروض على الفلسطينيين. وقال إن حظر الملاحة الإسرائيلية في البحرين الأحمر والعربي سياسة ثابتة لدى الجماعة حتى تحقيق هذه الأهداف.
سياق العمليات البحرية الحوثية
الهجوم يأتي في ظل تصاعد المواجهة بين إسرائيل والحوثيين منذ اندلاع الحرب في غزة، إذ تقول الجماعة إنها تطلق صواريخ وطائرات مسيّرة تجاه إسرائيل تضامنًا مع الفلسطينيين، فيما تعلن تل أبيب عن اعتراض معظم هذه الهجمات. ومنذ 19 نوفمبر 2023 بدأت جماعة الحوثي عمليات استهداف السفن الإسرائيلية أو المتجهة إلى موانئها في البحر الأحمر، ردًا على العدوان الإسرائيلي على القطاع.
توقفت هذه العمليات مؤقتًا مع دخول اتفاق وقف إطلاق النار في غزة حيّز التنفيذ في يناير/كانون الثاني الماضي، لكنها استؤنفت في مارس مع تجدد الحرب، حيث ربطت الجماعة استمرار عملياتها بوقف الحرب وإدخال المساعدات الإنسانية.
مقتل القيادي أحمد الرهوي وتصعيد متبادل
يأتي هذا الهجوم بعد ساعات من إعلان إسرائيل تنفيذ غارة جوية دقيقة استهدفت أحد أبرز قيادات الحوثيين، أحمد الرهوي، في العاصمة اليمنية صنعاء. ويعد الرهوي من الوجوه العسكرية البارزة التي لعبت دورًا في التخطيط للعمليات البحرية ضد السفن الإسرائيلية والتحالف. مقتل الرهوي يمثل ضربة موجعة للجماعة، لكن الهجوم على الناقلة يؤكد أن الحوثيين يسعون للرد السريع وإرسال رسالة بأن اغتيال القيادات لن يوقف التصعيد بل سيزيده حدة.
مستقبل التصعيد في البحر الأحمر
هذا التطور يعكس دخول الصراع مرحلة أكثر خطورة، مع اتساع نطاق العمليات إلى الممرات البحرية الاستراتيجية التي تمر عبرها نسبة كبيرة من تجارة الطاقة العالمية. ويثير الحادث مخاوف من تأثيرات أوسع على حركة الملاحة وأمن الإمدادات، فضلًا عن احتمالات أن يدفع ذلك إسرائيل لتكثيف ضرباتها ضد الحوثيين داخل اليمن، ما قد يفتح جبهة مواجهة إقليمية جديدة في ظل استمرار الحرب في غزة.