شهدت السجون واقعة وفاة جديدة تضاف إلى سلسلة متواصلة من الضحايا، إذ توفي المعتقل إبراهيم عيد صقر، البالغ من العمر 63 عامًا، من قرية زاوية صقر التابعة لمركز أبو المطامير بمحافظة البحيرة، إثر إصابته بأزمة قلبية حادة ومفاجئة أثناء أدائه صلاة الظهر مع زملائه داخل محبسه بسجن وادي النطرون، يوم الأربعاء 3 سبتمبر 2025.

وبحسب الشبكة المصرية لحقوق الإنسان، فقد سقط صقر مغشيًا عليه أثناء الصلاة، ورغم محاولات إسعافه، لفظ أنفاسه الأخيرة. وأكد رفاقه في الزنزانة أنه كان يتمتع بصحة جيدة قبل الواقعة، ما أثار تساؤلات حول سرعة الاستجابة الطبية ومستوى الرعاية داخل السجن.
 

سيرة إنسانية قبل الاعتقال
عمل صقر بالتجارة والأعمال الحرة قبل اعتقاله، وكان مشهودًا له بين أبناء قريته بالالتزام الديني والمشاركة في الأعمال الخيرية، اعتقلته قوات الأمن في 17 أبريل 2017، وأعيدت محاكمته في القضية المعروفة إعلاميًا بـ"أحداث حوش عيسى"، التي شملت العشرات من المعارضين السياسيين بمحافظة البحيرة.
ورغم الانتقادات الحقوقية للمحاكمة، التي وُصفت بأنها افتقرت لمعايير العدالة، صدر بحقه حكم بالسجن عشر سنوات، قضاها خلف القضبان حتى وفاته.
 

موجة وفيات متصاعدة
وفاة صقر لم تكن الأولى هذا العام، إذ سجلت منظمات حقوقية تصاعدًا لافتًا في عدد الوفيات داخل السجون وأماكن الاحتجاز. وخلال شهر أغسطس 2025 وحده، وثقت منظمة "هيومن رايتس إيجيبت" وفاة 17 محتجزًا، جاءت أسبابها بين التعذيب المباشر، الإهمال الطبي، وظروف الاحتجاز غير الإنسانية.

وفيما يلي قائمة الوفيات الموثقة خلال أغسطس الماضي:
1- عبد الرحمن أحمد عبد الرحمن – توفي يوم 2 أغسطس 2025 داخل قسم شرطة العمرانية بالجيزة نتيجة التعذيب والضرب أثناء الاحتجاز.

2- رجب ثابت – توفي يوم 4 أغسطس 2025 في محبسه ببني سويف بسبب ظروف احتجاز غير آدمية وإهمال طبي، مع تأخر إبلاغ أسرته أربعة أيام.

3- الدكتور ناجي علي البرنس (69 عامًا) – توفي يوم 5 أغسطس 2025 في سجن بدر 3 نتيجة نقص الرعاية الصحية، بعد ثلاث سنوات من الحبس الاحتياطي على ذمة القضية رقم 1222 لسنة 2021.

4- الدكتور عاطف محمود زغلول (52 عامًا) – توفي يوم 8 أغسطس 2025 في مستشفى نُقل إليها من مركز شرطة أبو كبير بالشرقية إثر أزمة قلبية لم تُعالج في الوقت المناسب.

5- تامر حسني عبد الحميد دسوقي (56 عامًا) – توفي يوم 11 أغسطس 2025 في سجن ليمان المنيا نتيجة قصور حاد في القلب ومضاعفات السكري، بعد اعتقال دام أكثر من عشر سنوات.

6- وائل يوسف خيري بشارة – "كيرلس" (20 عامًا) – توفي يوم 13 أغسطس 2025 في قسم الأهرامات بالجيزة بعد أسبوع واحد من اعتقاله، نتيجة التعذيب.

7- علي حسن عامر (77 عامًا) – توفي يوم 15 أغسطس 2025 في سجن وادي النطرون نتيجة الإهمال الطبي بعد 12 عامًا من الاعتقال.

8- حازم فتحي – توفي يوم 16 أغسطس 2025 في سجن نجع حمادي بمحافظة قنا نتيجة التعذيب.

9- رمضان السيد حسن – "إسلام" – توفي يوم 16 أغسطس 2025 داخل قسم المنشية بالإسكندرية نتيجة الضرب حتى الموت.

10- محمد أحمد سعد – "الصاوي" – توفي يوم 16 أغسطس 2025 داخل قسم المنشية بالإسكندرية نتيجة الإهمال الطبي.

11- وليد أحمد طه – توفي يوم 16 أغسطس 2025 داخل قسم ثاني شبرا الخيمة بالقليوبية نتيجة التعذيب.

12و13- وفاة مواطن وزوجته – توفيا يوم 16 أغسطس 2025 داخل قسم المنشية بالإسكندرية بعد تعرضهما للتعذيب.

14- محرم فؤاد علي عزب (50 عامًا) – توفي يوم 20 أغسطس 2025 بعد ساعات من اعتقاله نتيجة التعذيب.

15- سيف إمام (23 عامًا) – توفي في أغسطس 2025 داخل قسم عين شمس بالقاهرة، بعد تعرضه لتعذيب وحشي على أيدي ضباط ومحتجزين، أدى إلى تهشم جمجمته وتهتك أنفه.

16- مهند أحمد عبد العظيم الفقي (30 عامًا) – توفي في أغسطس 2025 بمركز شرطة منوف في المنوفية بعد ستة أشهر من الاحتجاز على ذمة قضية مخدرات، نتيجة التعذيب.

17- السيد عبد الله عطوة (61 عامًا) – توفي يوم 27 أغسطس 2025 داخل مستشفى الأحرار بالزقازيق بعد تدهور حالته الصحية داخل سجن العاشر بسبب الإهمال الطبي.
 

دعوات متجددة للمحاسبة
هذه الوفيات المتتالية تعكس، بحسب منظمات حقوقية محلية ودولية، أزمة بنيوية في منظومة السجون، حيث تتحول الزنازين إلى بيئة تهدد حياة المحتجزين بدلًا من حمايتهم.
وتطالب المنظمات بفتح تحقيقات عاجلة وشفافة في أسباب الوفيات، ومحاسبة المتورطين في الانتهاكات، إلى جانب الإفراج الفوري عن كبار السن والمرضى، ووقف سياسة الإهمال الطبي التي تُعد بمثابة "إعدام بطيء".

وفاة الحاج إبراهيم صقر وهو يؤدي الصلاة داخل محبسه، بالتوازي مع سلسلة وفيات مأساوية خلال أغسطس الماضي، تعكس خطورة الأوضاع داخل السجون  وتعيد إلى الواجهة ملفًا يثير قلقًا حقوقيًا واسعًا محليًا ودوليًا.

https://www.facebook.com/photo/?fbid=801335105580884