وصل وفد قيادي رفيع المستوى من حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، إلى العاصمة المصرية القاهرة، في زيارة غير معلنة بدعوة من مسؤولين في جهاز المخابرات العامة المصرية، في وقت تشهد فيه غزة تصعيداً إسرائيلياً جديداً تمثل في تدمير عدد من الأبراج السكنية الشاهقة.
الوفد يضم عدداً من أعضاء المكتب السياسي للحركة، يتقدمهم زاهر جبارين، مسؤول ملف الضفة الغربية في "حماس"، حيث من المقرر أن يجري محادثات مع مسؤولين مصريين معنيين بالوساطة في الملف الفلسطيني، لبحث مستجدات الأوضاع والتطورات المرتبطة بالمبادرة الأميركية الأخيرة.
وبحسب مصادر مطلعة، فإن المباحثات ستتناول النقاط التي طرحها المبعوث الأميركي للشرق الأوسط ستيف ويتكوف، والمتعلقة بوقف إطلاق النار وترتيبات ما بعد التهدئة، في ظل استمرار الاحتلال في عملياته العسكرية ضد غزة.
وفي السياق ذاته، أكد وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي، خلال مؤتمر صحافي مشترك مع المفوض العام لوكالة "أونروا" فيليب لازاريني، أن بلاده منفتحة على جميع المقترحات، مشدداً على أن "التعنت الإسرائيلي يمثل العقبة الرئيسية أمام تحقيق أي تقدم في مسار التهدئة".
وأوضح أن القاهرة لا تمانع نشر قوات دولية في حال كان هناك طلب فلسطيني، داعياً حكومة الاحتلال إلى القبول بمبادرة ويتكوف لوقف إطلاق النار.
على الصعيد الدولي، دخلت الولايات المتحدة بثقل أكبر على خط الوساطة، إذ صرّح الرئيس الأميركي دونالد ترامب، أول أمس الجمعة، بأن بلاده تُجري مفاوضات "عميقة للغاية" مع حركة "حماس"، مشدداً على ضرورة الإفراج عن جميع المحتجزين في غزة.
وقال ترامب: "طلبنا من حماس إطلاق سراح الجميع فوراً، فهذا سيكون أفضل لهم. أما إذا رفضوا، فإن الوضع سيكون صعباً وكارثياً".
وأضاف أن الحركة "تطرح بعض المطالب التي يمكن التعامل معها"، من دون أن يكشف تفاصيل إضافية.
وتأتي زيارة وفد "حماس" للقاهرة في ظل حالة من الترقب الإقليمي والدولي، مع تصاعد المخاوف من توسع العدوان الإسرائيلي على غزة واستمرار الانسداد في المسار السياسي، ما يجعل التحركات الدبلوماسية الراهنة محط أنظار جميع الأطراف.