أثارت قضية إيقاف الدكتورة إلين كريسلز، كبيرة الأطباء في هيئة الخدمات الصحية الوطنية البريطانية (NHS)، جدلًا واسعًا داخل الأوساط الطبية والإعلامية والسياسية في بريطانيا، بعد أن وُجهت لها اتهامات بـ"معاداة السامية" و"التحريض" على خلفية تصريحات ومنشورات إلكترونية اعتُبرت داعمة للمقاومة الفلسطينية في غزة.

وكشفت صحيفة التلغراف البريطانية أن القرار جاء عقب نشر الطبيبة تغريدات ومنشورات على منصات التواصل الاجتماعي، اعتبرت فيها أن حركة حماس "مقاتلو مقاومة مضطهدون"، وليست "منظمة إرهابية"، منتقدةً ما وصفته بـ"النهج اليهودي في التعامل مع القضية الفلسطينية"، وهو ما فُسر على أنه إساءة للجالية اليهودية في بريطانيا.

ووفق الصحيفة، فقد تم تصوير الطبيبة خلال إحدى الوقفات وهي ترفع لافتة كُتب عليها كلمات إلى جانب علم إسرائيل الذي يحمل نجمة داود، حيث وصفت بعض الممارسات بـ"السرقة" و"الاغتصاب" و"الكذب" و"القتل"، وهو ما عُدّ تجاوزًا للخطوط الحمراء في الخطاب العام البريطاني.

الدكتورة كريسلز، التي تشغل منصبًا رفيعًا داخل أحد المستشفيات الكبرى شمال لندن، تخضع حاليًا لتحقيق داخلي رسمي، وتم إيقافها عن ممارسة عملها مؤقتًا إلى حين صدور قرار نهائي. وبحسب التلغراف، فإن هيئة الخدمات الصحية الوطنية تسعى إلى "الحفاظ على الحياد السياسي والمؤسسي"، وسط ضغوط متزايدة من جماعات داعمة لإسرائيل تطالب بإقالتها نهائيًا.

في المقابل، يرى نشطاء حقوقيون أن ما تتعرض له الطبيبة يدخل في إطار "تكميم الأفواه" و"قمع حرية التعبير"، معتبرين أن دعم حقوق الفلسطينيين لا يعني بالضرورة "معاداة السامية". بينما يشير مؤيدو إسرائيل إلى أن تصريحاتها "تحرّض على الكراهية" وتُسيء إلى اليهود البريطانيين.