قررت الدائرة الأولى إرهاب بمحكمة جنايات القاهرة، المنعقدة في مركز إصلاح وتأهيل مدينة بدر، الثلاثاء الماضي، تأجيل ثاني جلسات محاكمة 29 صحافيًا وإعلاميًا، إلى جانب شخصيات سياسية بارزة، أبرزها نائب رئيس حزب مصر القوية محمد القصاص، في القضية رقم 977 لسنة 2017 حصر أمن دولة عليا، المعروفة إعلاميًا باسم مكملين 2. وحددت المحكمة يوم 7 ديسمبر المقبل لاستكمال نظر القضية وسماع أقوال شهود الإثبات.
 

طلبات الدفاع وتأجيل جديد
هيئة الدفاع عن المتهمين، وعلى رأسها محامي وحدة الدعم والمساعدة القانونية بمؤسسة المرصد المصري للصحافة والإعلام، طلبت أجلاً للاطلاع على أوراق القضية، مشيرين إلى أن هذه الجلسة تعد الأولى التي يمثّلون فيها أمام المحكمة منذ إحالة الملف إليها. وقد استجابت المحكمة للطلب، محددة جلسة ديسمبر موعدًا جديدًا للاستماع إلى الشهود، ما يفتح الباب لمزيد من التساؤلات حول مسار القضية وتوقيتها.
 

أسماء بارزة على طاولة المحاكمة
تضم القضية مجموعة من الأسماء المعروفة في الوسط الصحافي، من بينهم الكاتب الصحافي جمال الجمل، الذي عاد إلى القاهرة قبل أربعة أعوام بعد سنوات قضاها في إسطنبول، في إطار ترتيبات أمنية مسبقة. كما تشمل القائمة الصحافيين أحمد أبو زيد الطنوبي، أحمد بيومي، حسام السويفي، إلى جانب الراحل أحمد عبد العزيز.
ورغم مرور أكثر من ثمانية أعوام على فتح القضية لأول مرة، ما زال الغموض يكتنف موقف بعض المتهمين السابقين الذين حصلوا على قرارات بإخلاء سبيلهم منذ خمس سنوات، وسط تضارب في المعلومات بشأن إدراجهم من جديد في لائحة المحاكمة.
 

دفاع يشتكي غياب الوضوح
أوضح محامو الدفاع أنهم لم يتمكنوا حتى الآن من الاطلاع على قرار الإحالة الكامل أو على القائمة النهائية للمتهمين، مؤكدين أن بعض الأسماء التي حصلت في وقت سابق على قرارات بالعفو أو إخلاء السبيل لا يزال مصيرها القضائي غامضًا.

وأشار المحامون إلى أن إحالة القضية إلى محكمة استئناف القاهرة، باعتبارها الجهة المختصة بتحديد دوائر الإرهاب، صعّبت من مهمة الوصول إلى الملف، خاصة بعد انتهاء مرحلة التحقيقات في نيابة أمن الدولة العليا.
 

الاتهامات الرسمية
النيابة العامة نسبت إلى الصحافيين والإعلاميين جملة من الاتهامات، أبرزها الانضمام إلى جماعة الإخوان المسلمين والترويج لأفكارها، إلى جانب إعداد ونشر "أخبار مغلوطة" عن الوضع في مصر بغرض "إثارة القلق" بين المواطنين، وتزويد قنوات ومواقع إعلامية معارضة – من بينها قناة مكملين التي تبث من تركيا – بمواد إعلامية لإعادة نشرها عبر منصات التواصل الاجتماعي.
 

"قضية الثلاجة" .. جذور الأزمة
القضية، التي حملت رسميًا رقم 977 لسنة 2017، اشتهرت إعلاميًا باسم "قضية الثلاجة"، وارتبطت منذ بداياتها في ديسمبر 2017 بقناة مكملين المعارضة.