الالتهاب الرئوي هو عدوى رئوية تؤدي إلى التهاب الحويصلات الهوائية في إحدى الرئتين أو كلتيهما، ويمكن أن تمتلئ بالسوائل أو القيح. ويصيب الأشخاص من جميع الأعمار، إلا أنه عادة ما يتم التعافي منه بالعلاج السريع.
وعلى الرغم من أن الالتهاب الرئوي أكثر انتشارًا خلال فصلي الخريف والشتاء، إلا أنه يمكن أن يحدث في أي وقت من السنة.
والعلاج إما المضادات الحيوية عندما يكون سبب الالتهاب الرئوي بكتيريًا، أو من خلال الراحة والإكثار من شرب السوائل عند الإصابة بالالتهاب الرئوي الفيروسي.
والالتهاب الرئوي قد يكون خطيرًا بشكل خاص للرضع والأطفال الصغار وكبار السن والأشخاص الذين يعانون من ضعف في جهاز المناعة أو أمراض أخرى كامنة.
ويقول الدكتور أندرو ويتامور، رئيس القسم السريري في مؤسسة الربو والرئة بالمملكة المتحدة، وطبيب العام الممارس، إن التهابات الصدر يمكن أن يتطور إلى التهاب رئوي.
وأضاف: "التهاب الصدر، كالالتهاب الرئوي، يؤثر على الرئتين أو المجاري الهوائية. وتشمل أعراضه سعالاً مصحوبًا ببلغم، وأزيزًا أو ضيقًا في التنفس، وارتفاعًا في درجة الحرارة إلى 38 درجة مئوية أو أكثر، وآلامًا أو انزعاجًا في الصدر".
وأوضح أنه "في حين أن معظم التهابات الصدر ليست خطيرة وتستمر لمدة ثلاثة أسابيع تقريبًا، إلا أن بعضها قد يتطور إلى أمراض أكثر خطورة مثل الالتهاب الرئوي أو التهاب الشعب الهوائية".
وأشار إلى أن "التهاب الشعب الهوائية هو التهاب في مجاري الهواء في الرئتين وقد يكون ناجمًا عن عدوى. كما أنها قد تؤدي إلى تفاقم الحالات الصحية الأساسية مثل الربو أو مرض الانسداد الرئوي المزمن".
ما أعراض الالتهاب الرئوي؟
تتشابه أعراض الالتهاب الرئوي مع أعراض الأمراض الأخرى، لكن الفرق الرئيس أنها أكثر حدة من غيرها. يمكن أن تسبب السعال أو الصفير أو ضيق التنفس.
وقال الدكتور ويتامور: "يمكن أن تشمل الأعراض السعال وصعوبة التنفس وارتفاع درجة الحرارة وألم الصدر وفقدان الشهية".
وفقًا لهيئة الخدمات الصحية الوطنية ببريطانيا، يمكن أن تبدأ أعراض الالتهاب الرئوي فجأة أو تدريجيًا على مدار بضعة أيام.
وتشمل الأعراض:
- السعال - مخاط أصفر أو أخضر (بلغم)
- ضيق في التنفس
- درجة حرارة عالية
- ألم الصدر
- ألم الجسد
- التعب الشديد
- فقدان الشهية
- إصدار صوات صفير عند التنفس - قد يصدر الأطفال أيضًا أصواتًا خشنة
- الشعور بالارتباك - وهذا أمر شائع لدى كبار السن
ويختلف عن البرد أو الأنفلونزا، في كونه يؤدي إلى ظهور ضيق كبير في التنفس وألم في الصدر.
على عكس نزلات البرد أو الأنفلونزا التقليدية، فإن الالتهاب الرئوي غالبا ما يسبب صعوبة في التنفس وألم حاد أو طعن في الصدر يزداد سوءًا مع التنفس العميق أو السعال.
ما مدى خطورة الأمر؟
يمكن أن يكون الأطفال الصغار، والأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 65 عامًا، والذين يعانون من أمراض في الرئة مثل الربو أو مرض الانسداد الرئوي المزمن، أكثر عرضة للإصابة بالالتهاب الرئوي.
يقول الدكتور ويتامور: "يمكن أن تكون هذه الحالات أكثر خطورة أيضًا بين هذه المجموعات لأن الالتهاب يسبب تضييقًا في مجاري الهواء مما يجعل التنفس أكثر صعوبة. كما قد يكون من الصعب على الأطفال الصغار وكبار السن التخلص من المخاط لأن دفاعات أجسامهم قد لا تعمل بشكل جيد في الرئتين".
ويمكن أن يؤدي الالتهاب الرئوي إلى مضاعفات خطيرة، بما في ذلك تراكم السوائل حول الرئتين (ماء على الرئتين)، وتجمعات القيح في تجويف الصدر (الخراجات الرئوية).
يمكن أن تشمل المضاعفات الأكثر خطورة الفشل التنفسي، ومتلازمة الضائقة التنفسية الحادة، وتسمم الدم (الإنتان)، وحتى تلف الأعضاء الأخرى مثل الكلى أو القلب.
تشمل التهابات الجهاز التنفسي السفلي الالتهاب الرئوي والتهاب الشعب الهوائية الحاد والتهاب القصيبات الهوائية والإنفلونزا والسعال الديكي، ولكن غالبية الوفيات التي تحدث في هذه الفئة تكون بسبب الالتهاب الرئوي.
لتقليل خطر الإصابة بالالتهاب الرئوي، ينصح الدكتور ويتامور بغسل اليدين بالماء الدافئ والصابون، واستخدام المناديل الورقية لتجميع الجراثيم عند السعال أو العطس، والتخلص من المناديل المستخدمة في أسرع وقت ممكن.
وأضاف: "تجنب التواجد بالقرب من الأشخاص المرضى، خاصة إذا كنت تعاني من حالة رئوية، أو كنت مسنًا، أو لديك أطفال صغار".
ويعتبر لقاح المكورات الرئوية أفضل وسيلة للحماية من الأمراض الخطيرة.