شهدت الساعات الماضية، تحركات وجهودًا حثيثة لإنقاذ اتفاق وقف إطلاق النار الذي جرى التوصل إليه الأسبوع الماضي بشرم الشيخ، بعد أن لاحت نذر بوارد بانهيار الاتفاق مع تكرار الخروقات والانتهاكات من جانب الكيان الصهيوني، في الوقت الذي تؤكد فيه "حماس" التزامها بالاتفاق الذي يهدف لإنهاء عامين من حرب الإبادة على غزة.

 

ووصل رئيس المخابرات المصرية حسن رشاد إلى القدس اليوم، حيث أجرى محادثات مع رئيس وزراء الكيان الصهيوني، بنيامين نتنياهو وكبار المسؤولين الأمنيين لدفع تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار.

 

مشاورات أمنية وسياسية رفيعة المستوى

 

وركزت الزيارة في المقام الأولى على الحفاظ على الهدنة الهشة، حيث تضمنت الزيارة محادثات مباشرة مع رئيس الوزراء نتنياهو، ومناقشة تثبيت وقف إطلاق النار في غزة، ووضع الشروط للمراحل اللاحقة من الاتفاق، وخاصة تلك المتعلقة بالحكم في قطاع غزة بعد وقف الحرب، وعملية إعادة الإعمار.

 

وقال مكتب نتنياهو في منشور عبر حسابه الرسمي على منصة "إكس"، إن من بين القضايا التي ناقشها اللقاء، تعزيز الخطة التي اقترحها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب (بشأن غزة)، والعلاقات الإسرائيلية- المصرية، وتعزيز السلام بين البلدين، وقضايا إقليمية أخرى.

 

كما أجرى رئيس المخابرات المصرية، محادثات مع رئيس جهاز الأمن العام (الشاباك)، ديفيد زيني. لتنسيق الجهود الاستخباراتية فيما يتعلق بوقف الهجمات والتهريب، وبحث وضع جثث الرهائن المتبقين لدى "حماس" في غزة.

 

التركيز على المرحلة التالية

 

ونقل موقع (JFEED)  المتخصص في المجال الأمني عن مصادر مطلعة على المناقشات إلى أن مهمة رشاد هي ضمان التزام الجانبين بالتزاماتهما، خاصة وأن مبعوثي إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، جاريد كوشنر وستيف ويتكوف، موجودان أيضًا في المنطقة للضغط من أجل تحقيق التقدم.

 

ومن المتوقع أن تتناول المحادثات القضايا الخلافية المتعلقة بمعابر الحدود والمساعدات الإنسانية والترتيبات الأمنية التي تهدف إلى منع "حماس" والفصائل المسلحة الأخرى من إعادة التسلح.

 

وتلعبت مصر، إلى جانب قطر، دور الوسيط الرئيس في المفاوضات التي أدت إلى تبادل الأسرى ووقف إطلاق النار مؤخرًا. وتأتي التحركات المصرية في مرحلة حرجة، حيث يسعى اللاعبون الدوليون إلى ترجمة وقف إطلاق النار إلى ترتيب أكثر استدامة في غزة ، وحماية الاستقرار الإقليمي على المدى الطويل.

 

https://www.jfeed.com/news-israel/egypt-intel-chief-netanyahu-peace-talks

 

نائب الرئيس الأمريكي يصل تل أبيب

 

وفي وقت لاحق، وصل نائب الرئيس الأمريكي جيه دي فانس، وزوجته السيدة الأمريكية الثانية، أوشا فانس، إلى تل أبيب في ساعة مبكرة من ظهر الثلاثاء بالتوقيت المحلي.

 

ومن المقرر أن يلتقي فانس، نتنياهو ومسؤولين كبار آخرين، لبحث تعزيز وقف إطلاق النار. ومن المتوقع أن يبقى في المنطقة حتى يوم الخميس. وتأتي زيارته عقب وصول مبعوثي البيت الأبيض ستيف ويتكوف وجاريد كوشنر، صهر الرئيس ترامب، يوم الاثنين. وقد التقى فانس بهما فور وصولهما.

 

ومن المتوقع أيضًا أن يلتقي فانس بعائلات الرهائن الصهاينة الذين لا يزالون في غزة، وبعض الرهائن الأحياء الذين أُطلق سراحهم الأسبوع الماضي. وفي وقت سابق من يوم الثلاثاء، التقى ويتكوف وكوشنر بتسعة منهم.

 

وقالت "حماس" إنها استعادت رفات اثنين آخرين من الرهائن وتعتزم تسليمهما مساء الثلاثاء.

 

ودخل وقف إطلاق النار حيز التنفيذ في العاشر من أكتوبر. وعلى الرغم من اختباره بالقتال يوم الأحد والاتهامات المتبادلة بانتهاكه، أكدت كل من "حماس" والكيان الصهيوني التزامهما بالاتفاق. وأوضح ترامب رغبته في نجاحه.

 

وبحسب وكالة "أسوشيتدبرس"، تسلط الاجتماعات رفيعة المستوى، الضوء على ضرورة إطلاق المفاوضات بشأن المرحلة الثانية من الخطة الأمريكية.

 

وأكد مفاوضو "حماس" أن الحركة ملتزمة بضمان انتهاء الحرب "مرة واحدة وإلى الأبد".

 

حماس: مصممون على تنفيذ الاتفاق

 

وقال خليل الحية، كبير المفاوضين في "حماس"، الموجود حاليًا في القاهرة، لقناة "القاهرة الإخبارية" في وقت متأخر من يوم الاثنين: "منذ اليوم الذي وقعنا فيه على اتفاق شرم الشيخ، كنا مصممين وملتزمين برؤية الاتفاق حتى النهاية".

 

وقال إن "إسرائيل" التزمت بإيصال المساعدات إلى معابر غزة وفقًا للاتفاق، لكنه طلب من الوسطاء الضغط عليها لتسليم المزيد من المساعدات، بخاصة فيما يتعلق بشق الإيواء والإمدادات الطبية قبل حلول الشتاء.

 

التعرف على جثة أحد الرهائن

 

إلى ذلك، أكد الكيان الصهيوني الثلاثاء، أن مسلحين فلسطينيين سلموا جثمان تال حايمي، الذي قُتل في هجوم 7 أكتوبر 2023.

 

وبموجب بنود وقف إطلاق النار، ينتظر أن تسلم "حماس" رفات 15 رهينة، علمًا بأنها سلمت 13 منهم منذ بدء وقف إطلاق النار.

 

بموجب الاتفاق، سيُفرج الكيان عن 15 جثةً مقابل رفات كل رهينة، وفقًا لوزارة الصحة في غزة. وأضافت أن "إسرائيل" نقلت جثث 15 فلسطينيًا آخرين إلى غزة، ليصل إجمالي الجثث التي سُلمت إلى 165 منذ مطلع هذا الشهر.

 

وأعلن برنامج الغذاء العالمي أنه أرسل أكثر من 530 شاحنة إلى غزة خلال الأيام العشرة الماضية، وهو ما يكفي لإطعام ما يقرب من نصف مليون شخص لمدة أسبوعين. وهذا العدد أقل بكثير من 500 إلى 600 شاحنة كانت تدخل يوميًا قبل الحرب.

 

وقال برنامج الأغذية العالمي أيضًا إنه أعاد تشغيل 26 نقطة توزيع ويأمل في توسيع نطاقها إلى 145 نقطة سابقة في مختلف أنحاء غزة في أقرب وقت ممكن.

 

والاثنين، داهمت قوات الأمن التابعة لـ "حماس" متاجر في أنحاء غزة، وأغلقت ما لا يقل عن 10 متاجر ومستودعات، وأجبرت التجار على خفض الأسعار، بحسب وحدة تابعة لحماس تركز على وقف التعاون مع "إسرائيل" ومنع رفع الأسعار.

 

وفرضت "حماس" أيضًا المزيد من النظام في الشوارع، مما سمح لشاحنات المساعدات بالتحرك بشكل آمن، وأوقف نهب المساعدات المرسلة.

 

قال ناهض شحيبر، رئيس نقابة سائقي الشاحنات الخاصة في غزة، إنه لم تحدث أي سرقة للمساعدات منذ بدء وقف إطلاق النار. وأضاف: "الشاحنات تسير بأمان".

 

آثار تعذيب على الجثث

 

وقال مسؤول صحي كبير في غزة، إن بعض جثث الفلسطينيين التي أعادتها إسرائيل تحمل "أدلة على التعذيب" ودعا إلى إجراء تحقيق من قبل الأمم المتحدة.

 

وحتى الآن، تم التعرف على هوية 32 جثة فقط، بحسب وزارة الصحة في غزة.

 

وقال الدكتور منير البورش المدير العام للوزارة، إن بعض الجثث تحمل أدلة على ربطها بالحبال والأغلال المعدنية وعصابات العينين والجروح العميقة والسحجات والحروق والأطراف المسحوقة.

 

https://apnews.com/article/israel-palestinians-hamas-war-news-10-21-2025-29925b9671834bba6e24adb5f2e35b51___