أطلق أهالي قرية الغريري التابعة لمركز شبين القناطر بمحافظة القليوبية، استغاثة عاجلة لإنقاذ طلاب المدرسة الابتدائية والإعدادية بالقرية، بعدما تحولت طريقهم إلى المدرسة إلى بركة من مياه الرشاح الملوثة، في أزمةٍ تنذر بكارثة بيئية وصحية، وفي مشهدٍ يعكس معاناةً يومية يعيشها أطفال أبرياء.
فمنذ أيامٍ قليلة، بدأت مياه مصرف يُعرف باسم "رشاح الغريري" في الارتفاع لتغمر الطريق المؤدي إلى المدرستين، ما جعل رحلة الأطفال اليومية إلى التعليم مغامرة محفوفة بالمخاطر.
وتُظهر صورٌ متداولة عبر مواقع التواصل الاجتماعي مشاهد مأساوية لعشرات التلاميذ وهم يسيرون بحذرٍ شديد على حافة الطريق الملاصق للمصرف، بينما تحاصرهم المياه الراكدة من كل جانب.
خطر على حياة الطلاب وصحتهم
يقول أحد أهالي القرية، إن المصرف لا يبعد أكثر من 50 مترًا فقط عن سور المدرسة، وتنبعث منه روائح كريهة نتيجة تكدس المخلفات والمياه الراكدة، ما يثير مخاوف الأهالي من انتشار الأمراض بين الأطفال.
وأضاف: "الأخطر من ذلك أن بعض الطلاب يضطرون للمرور بجوار الرشاح في الصباح الباكر، وسط الظلام، ما يُعرّضهم للسقوط في المياه أو التعرض للحوادث، خصوصًا في ظل غياب أي سورٍ أو حاجزٍ يقيهم من الخطر".
وأشار أحد أولياء الأمور إلى أن المدرسين أنفسهم يجدون صعوبة في الوصول إلى المدرسة بسبب غرق الطريق، مطالبًا بسرعة التحرك قبل وقوع ما لا يُحمد عقباه.
غياب التحرك الرسمي
ورغم تصاعد نداءات المواطنين على مواقع التواصل الاجتماعي وتداول الصور التي توثق الأزمة، لم تتحرك الجهات المعنية حتى الآن بالشكل المطلوب.
وأكد الأهالي أنهم تقدموا بعدة شكاوى إلى الوحدة المحلية ومجلس المدينة دون استجابة تُذكر، سوى وعود مؤقتة لم تُنفذ على أرض الواقع.
وقال أحد المواطنين: "المياه بدأت تتسرب إلى الشارع الرئيسي المؤدي إلى القرية، وإذا استمر الوضع على هذا الحال فسنشهد كارثة بيئية حقيقية. نطالب المحافظ والمسؤولين بالتدخل العاجل لتغطية الرشاح أو ردمه نهائيًا".
كارثة بيئية وصحية تهدد المئات
تُعد مشكلة المصارف المكشوفة من أبرز التحديات البيئية في الريف، حيث تُلقي فيها المخلفات المنزلية والزراعية، ما يحوّلها إلى بؤرٍ لتكاثر الحشرات والبعوض وانتشار الروائح الكريهة، فضلًا عن خطرها الداهم على الأطفال القاطنين بالقرب منها.
وفي حالة "رشاح الغريري"، تتضاعف الخطورة بسبب قربه الشديد من المدرسة، وهو ما يُحتم ضرورة التحرك السريع من جانب محافظة القليوبية ووزارة التربية والتعليم ووزارة الموارد المائية والري لوضع حلٍ دائمٍ يُنهي معاناة مئات الطلاب وأسرهم.