بعد عامٍ كامل على سقوط نظام بشار الأسد في 8 ديسمبر 2024، عاشت سوريا واحدة من أوسع الاحتفالات الشعبية والعسكرية منذ عقود، حيث عمّت الفعاليات جميع المحافظات السورية، من دمشق إلى حلب وحمص واللاذقية ودير الزور، احتفاءً بما يصفه السوريون بـ "ذكرى النصر والتحرير".

 

 

وقد ترافقت الذكرى الأولى لهذه المحطة التاريخية مع حضور رسمي واسع، ورسائل سياسية حملها الرئيس السوري أحمد الشرع، إضافة إلى تفاعل ضخم على منصات التواصل الاجتماعي.

 

 

المشهد في دمشق: عرض عسكري ضخم ورئيس يظهر بالزي العسكري

 

شهدت العاصمة دمشق أكبر الاحتفالات، حيث خرجت مسيرات شعبية ضخمة رافقتها عروض عسكرية للجيش السوري الجديد الذي جاب شوارع المدينة بصواريخ محمولة ومركبات تكتيكية، بينما حلق المظليون فوق الساحات العامة، وظهر جبل قاسيون خلف المشهد ليضفي طابعاً رمزياً على المناسبة.

 

 

شارك الرئيس أحمد الشرع في صلاة الفجر في الجامع الأموي مرتدياً الزي العسكري ذاته الذي ظهر به يوم دخول دمشق قبل عام، ثم ألقى خطاباً قصيراً أكد فيه رسوخ اللحظة التاريخية. كما حضر عرضاً عسكرياً انطلق من أوتستراد المزة وصولاً إلى ساحة الأمويين في استعراض وصف بأنه الأكبر منذ التحرير.

 

حلب واللاذقية: رمزية التحرير وحشود جماهيرية ضخمة

 

في حلب، نظّم الجيش السوري الجديد عرضاً عسكرياً شاركت فيه المدرعات والصواريخ التكتيكية، وسط حضور جماهيري غير مسبوق. أما اللاذقية، التي كانت تحت قبضة أمنية مشددة لعقود، فقد تحوّلت ساحاتها إلى مهرجانات شعبية شملت عروضاً فنية ومراسم عسكرية.

 

احتفالات واسعة في مختلف المحافظات

 

منذ أيام، تشهد المدن السورية فعاليات متواصلة، شارك فيها ملايين المواطنين بين ساحات دمشق وحمص وحماة ودير الزور والرقة. وامتزجت أصوات الأناشيد الوطنية بالألعاب النارية، في مشاهد وصفها شهود عيان بأنها "أكبر احتفال منذ نصف قرن".

 

تفاعل المنصات: ذاكرة التحرير تعود… وهاشتاغات تتصدر

 

حظيت الذكرى الأولى لليوم الذي سقط فيه النظام بانتشار واسع على منصات التواصل، حيث تداول ملايين السوريين مقاطع ولحظات من أحداث 8 ديسمبر 2024، يوم هروب الأسد من دمشق.

 

أبرز ما أُعيد تداوله كان البيان رقم واحد الذي أُعلن من مئذنة جامع المنصور في طرطوس على لسان المؤذن باسم جذوب: "زغردوا يا أمهات الشهداء.. سقط الطاغية بشار الأسد".

 

كما أعاد ناشطون نشر مقاطع تفاعل شعبي مع تلك اللحظات التاريخية:

 

أصوات السوريين: فرحٌ بالتحرير… واستذكار للتضحيات

 

على المنصات، عبّر سوريون عن رمزية هذا التاريخ. كتب أمجد: "عام على تحرير سوريا… كان عاماً سورياً بامتياز، مليئاً بالأمل رغم العقبات"

 

وكتبت الناشطة مينو: "مرت سنة على تحرير سوريا… والله إنها من أيام العمر"

 

بينما دوّن آخرون عن الشهداء ورموز الثورة مثل الساروت وعلوش، مؤكدين أن مشاهد التحرير ستبقى راسخة في الذاكرة السورية.

 

مظاهر الدعم الخارجي: الجيـش السوري يهتف لغزة

 

في مشهد لافت، وثّقت مقاطع فيديو جنود الجيش السوري الجديد وهم يرددون هتافات تضامن مع غزة خلال العرض العسكري في دمشق: "غزة شعار… نصر وثبات"

 

 

كما ظهرت مشاهد للاستعراض العسكري في أوتستراد المزة:

 

الشرع: قطيعة مع الماضي… ورؤية لسوريا جديدة

 

خلال مراسم الاحتفال في قصر المؤتمرات بدمشق، أعلن الرئيس الشرع ملامح المرحلة المقبلة:

  • قطيعة تاريخية مع حقبة الأسد
  • التزام بالعدالة الانتقالية
  • محاكمة من ارتكب جرائم بحق السوريين
  • بناء دولة مواطنة وعيش مشترك
  • دمج القوى العسكرية في جيش موحد
  • شراكات اقتصادية جديدة لإعادة الإعمار

 

واعتبر الشرع أن الأسد ونظامه حولا المواطنة إلى "صك عبودية"، وأن سوريا استعادت هويتها التي سُلبت لخمسة عقود.

 

عودة اللاجئين ورفع العقوبات: تحولات ما بعد التحرير

 

تشير تقارير أممية إلى:

  • عودة أكثر من 3 ملايين سوري خلال عام واحد
  • انفتاح دولي متزايد ورفع جزء كبير من العقوبات
  • توقعات باحتياج 16.5 مليون شخص للمساعدات هذا العام رغم التحسن السياسي

 

هدية لافتة: ابن سلمان يهدي الشرع قطعة من كسوة الكعبة

 

كشف الرئيس الشرع داخل المسجد الأموي عن هدية قدمها له ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان: قطعة من ستار الكعبة وُضعت داخل الجامع الأموي أياماً قبل الكشف عنها.

 

في التنف: جنود أمريكيون يشاركون السوريين احتفالات التحرير

 

من الاحتفالات غير التقليدية هذا العام، مشاركة جنود أمريكيين من قاعدة التنف في الاحتفال مع الأهالي، في مشهد حظي بتفاعل واسع.