أعاد الدكتور مراد علي، المستشار الإعلامي السابق لحزب الحرية والعدالة وأحد الأسماء البارزة في مجال الاتصال وإدارة الأعمال، إثارة الجدل حول أداء عدد من الإعلاميين في المنطقة العربية، وذلك من خلال تغريدة نشرها عبر منصة إكس، تناول فيها ما وصفه بـ"دور إعلام السلطة في صناعة سرديات مضللة"، مستشهدًا بالإعلامية السورية الراحلة لونا الشبل كنموذج رئيسي.

 

ويُعد مراد علي واحدًا من الشخصيات التي تمتلك مسارًا مهنيًا واسعًا على المستويين الطبي والإداري؛ إذ شغل مناصب قيادية في شركة لوندبيك الدولية بمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا لمدة ثماني سنوات، إلى جانب تخصصه في الطب وإدارة الأعمال، ودراساته في الاتصالات التجارية والنشر الإلكتروني، إضافة إلى دوره في إعداد برامج تدريبية في كليات إدارة الأعمال. وتنوعت مناصبه بين الإدارة الإقليمية، وإدارة التسويق، وتطوير الأعمال، والتدريب في عدد من الشركات الكبرى مثل لوندبيك، جمجوم فارما، وجلاكسو ويلكوم مصر.

 

انتقادات مباشرة لأداء إعلامي عربي مثير للجدل

 

في تغريدته، عاد مراد علي إلى عام 2018، عندما استضافت قناة إكسترا نيوز الإعلامية السورية لونا الشبل، المعروفة بقربها من النظام السوري قبل وفاتها في حادث سير أثار الكثير من التساؤلات.
وأوضح أن الشبل قدمت نفسها آنذاك باعتبارها إعلامية “انشقت” عن قناة الجزيرة "حبًا في سوريا وحرصًا على الوطن"، معتمدة — بحسب وصفه — على لغة عربية قوية وأداء مهذّب ورسائل مُحكمة تم تقديمها للجمهور بوصفها حقائق نهائية غير قابلة للنقاش.

 

ويرى علي أن هذا النموذج يتكرر في عدد من القنوات الرسمية في المنطقة، وبشكل خاص في مصر، حيث "يتقن الإعلاميون أسلوبًا احترافيًا في الإلقاء والظهور المتزن، بينما تُقدَّم رسائل سياسية محددة باعتبارها الحقيقة المطلقة"، على حد قوله.

 

تسريبات الأسد وإعادة قراءة صورة لونا الشبل

 

وأشار علي إلى أن التسريبات المنسوبة إلى الرئيس السوري بشار الأسد — والتي أثارت جدلاً واسعًا عند تداولها — قدّمت صورة مغايرة للشبل، حيث أظهرتها، وفق ما ورد في التغريدة، بمواقف تحمل "احتقارًا للشعب السوري وسخرية من جيشه ومساجده"، إضافة إلى "انخراطها العميق في خدمة نظام دمّر البلاد"، بحسب وصفه. وأعاد كذلك التذكير بجدل حادثة وفاتها، مؤكدًا أن نهايتها الغامضة فتحت الباب أمام تكهنات عديدة حول صلاتها السياسية.

 

“مدرسة إعلامية واحدة”

 

وفي سياق مقارنته، وضع مراد علي لونا الشبل ضمن ما وصفه بـ"مدرسة إعلامية واحدة" تضم إعلاميين بارزين في الساحة المصرية والعربية، من بينهم عمرو أديب ولميس الحديدي وإبراهيم عيسى، معتبرًا أن هذا التيار “يلمع الطغاة، ويشيطن المصلحين، ويستخدم مهاراته الخطابية لتمرير عمليات تضليل خطيرة”.

 

وأكد علي أن هذا النوع من الإعلام — مهما بدا مهذبًا أو مقنعًا — يبقى، بحسب رأيه، “أداة في يد منظومات فاسدة”، وأن خطورته تكمن في إقناع قطاعات واسعة من الجمهور قبل أن يكتشفوا الحقيقة "بعد فوات الأوان".