تزايد الاعتماد البشري على تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي على نطاق واسع خلال السنوات الأخيرة، وبات كثير من الناس يعتمد عليها بشكل يومي في الأعمال والحياة اليومية، لتسهيل حياتهم، كما تستخدمه الشركات لتبسيط عمليات الإنتاج، وفي القيام بالعديد من الوظاف، بل وتوقع الأرباح والخسائر.

 

لكن هناك جدلاً واسعًا حول فوائد ومخاطر الذكاء الاصطناعي على جميع المستويات. لكن بعيدًا عن التهويل أو التخويف، تحدد منصة "تابلو"  لتحليل البيانات أبرز مميزاته وعيوبه على النحو التالي: 

مزايا الذكاء الاصطناعي


يمنح الذكاء الاصطناعي الشركات ميزة تنافسية، ويساعدها على تحقيق أهدافها بشكل أسرع وبدقة أكبر. وتستخدم الشركات لتبسيط عملياتها الداخلية (بالإضافة إلى بعض العمليات والتطبيقات الخاصة بالعملاء. وتؤكد شركة (Appen)، المتخصصة في أدوات الذكاء الاصطناعي، أن جميع الشركات في حاجة ماسة إلى تبني الذكاء الاصطناعي، وإلا فإنها تخاطر بالتخلف عن الركب. 


القضاء على الخطأ البشري والمخاطر


تتمثل الميزة الرئيسة الأولى لتطبيق الذكاء الاصطناعي في أنه يقلل من الخطأ البشري، وكذلك المخاطر التي يتعرض لها البشر.

 

ويمكن لاستخدام الذكاء الاصطناعي، وبخاصة برامج الذكاء الاصطناعي ، لإنجاز المهام، لا سيما المتكررة منها، أن يوقف الخطأ البشري الذي قد يؤثر على منتج أو خدمة مفيدة. 

 

وبالمثل، يُمكن أن يُساهم استخدام الذكاء الاصطناعي لإنجاز مهام بالغة الصعوبة أو الخطورة في الحدّ من خطر إصابة البشر أو إلحاق الضرر بهم. 

 

ومن الأمثلة على تحمّل الذكاء الاصطناعي للمخاطر بدلاً من البشر، استخدام الروبوتات في المناطق ذات الإشعاع العالي. فبينما قد يُصاب البشر بأمراض خطيرة أو يموتون جرّاء الإشعاع، تبقى الروبوتات بمنأى عنه. وفي حال حدوث خطأ فادح، يُمكن إعادة بناء الروبوت.

 

العمل على مدار الساعة 


برامج الذكاء الاصطناعي متاحة في جميع الأوقات، بينما يعمل البشر 8 ساعات في اليوم. يمكن لروبوتات الدردشة المدعومة بالذكاء الاصطناعي تقديم خدمة العملاء حتى خارج ساعات العمل، مما يمكن أن يساعد الشركات على مزيد من الإنتاج وتقديم تجربة عملاء أفضل مما يمكن أن يقدمه البشر بمفردهم.

 

اتخاذ القرارات بدون تحيز


قد يكون للتحيزات دور في القرارات التي يتخذها البشر طوال الوقت. في حين أن إذا تم تدريب خوارزمية الذكاء الاصطناعي باستخدام مجموعات بيانات غير متحيزة واختبارها للتأكد من خلوها من أي تحيز برمجي، فسيكون البرنامج قادرًا على اتخاذ القرارات بدون لتحيز، وهذا من شأنه أن يُسهم في تحقيق مزيد من العدالة في أمور من بينها اختيار المتقدمين للوظائف، والموافقة على القروض. 

 

مع ذلك، إذا تم إنشاء الذكاء الاصطناعي باستخدام مجموعات بيانات أو بيانات تدريب متحيزة، فقد يتخذ قرارات متحيزة دون أن يتم اكتشافه. 

 

القضاء على الملل 


حتى أكثر الوظائف إثارة للاهتمام في العالم لها نصيبها من العمل الرتيب أو المتكرر، مثل إدخال البيانات وتحليلها، وإعداد التقارير، والتحقق من المعلومات، وما شابه ذلك. يمكن أن يوفر استخدام برنامج الذكاء الاصطناعي للبشر ملل المهام المتكررة، ويوفر طاقتهم للعمل الذي يتطلب طاقة إبداعية أكبر.

 

خفض التكاليف


يمكن للذكاء الاصطناعي العمل على مدار الساعة، وبما أنه يمكنه المساعدة في تولي المهام اليدوية والمملة، فإنه يحرر العمال للتركيز على المهام التي تتطلب مهارات أعلى. وهذا، في نهاية المطاف، يخلق قيمة أكبر للمستخدم النهائي أو المستهلك.

 

جمع البيانات وتحليلها


عندما يتعلق الأمر بمعالجة البيانات، فإن حجم البيانات المُولَّدة يتجاوز بكثير قدرة الإنسان على فهمها وتحليلها. يمكن لخوارزميات الذكاء الاصطناعي أن تساعد في معالجة كميات أكبر من البيانات المعقدة، مما يجعلها قابلة للاستخدام في التحليل. 

 

عيوب الذكاء الاصطناعي


على الرغم من كل تلك المزايا، إلا أن من عيوب الذكاء الاصطناعي تكلفة التنفيذ وتراجع كفاءته مع مرور الوقت. 

 

مكلف للغاية 


أكبر عيوب تطبيق الذكاء الاصطناعي هو أن تطويره قد يكون مكلفًا للغاية. وتختلف التكلفة باختلاف دوره. وتشير إحدى التقديرات إلى أن تكلفة حل الذكاء الاصطناعي المُنفذ بالكامل لمعظم الشركات تتراوح من 20 ألف دولار إلى ملايين الدولارات. 

 

انعدام العاطفة والإبداع


كما أن الذكاء الاصطناعي يفتقر إلى القدرة البشرية على استخدام العاطفة والإبداع في اتخاذ القرارات، مما يعني أنه لا يستطيع ابتكار حلول جديدة للمشاكل أو التفوق في أي مجال فني بامتياز. 

 

وأشارت إحدى الدراسات إلى أنه في المرحلة الحالية من تطور الذكاء الاصطناعي، يمكن برمجته لابتكار أفكار "جديدة"، ولكن ليس أفكارًا أصلية. وتفترض أنه إلى أن يتحقق ذلك، فلن يتفوق على البشر في القدرة على الإبداع، مما يعني أنه سيواجه صعوبات في اتخاذ القرارات. فإذا كانت شركة ما تبحث عن حل مبتكر لمشكلة ما، فإن البشر هم الأقدر على تقديم هذا الحل.

 

عند اتخاذ قرارات حساسة، يأخذ البشر في الاعتبار بطبيعتهم التداعيات العاطفية. أما الذكاء الاصطناعي، فلا يمتلك هذه القدرة، إذ يتخذ القرار الأمثل بناءً على المعطيات المتاحة له فقط، بغض النظر عن الأثر العاطفي. حتى الذكاء الاصطناعي المُبرمج لقراءة وفهم المشاعر الإنسانية لا يرقى إلى مستوى التوقعات.

 

التدهور مع الوقت 


قد يصبح الذكاء الاصطناعي قديمًا إذا لم يُدرَّب على التعلّم ويُقيَّم بانتظام من قِبَل علماء البيانات. سيصبح النموذج وبيانات التدريب المستخدمة لإنشاء الذكاء الاصطناعي قديمة في نهاية المطاف، الأمر الذي سينعكس على الذكاء الاصطناعي عند استخدامخ ما لم يُعاد تدريبه أو يُبرمج ليتعلّم ويُحسِّن نفسه بنفسه. 

 

لا يتعلم من أخطائه 


لا يستطيع الذكاء الاصطناعي التعلم بشكل طبيعي من تجاربه وأخطائه. فالبشر يفعلون ذلك بالفطرة، محاولين تجنب تكرار الأخطاء نفسها مرارًا وتكرارًا. مع ذلك، يُعدّ إنشاء ذكاء اصطناعي قادر على التعلم الذاتي أمرًا بالغ الصعوبة ومكلفًا للغاية. 


وتوجد أنظمة ذكاء اصطناعي قادرة على التعلم. وأبرزها برنامج ألفا جو، الذي طورته جوجل، والذي تعلم بنفسه لعب لعبة جو ، وفي غضون ثلاثة أيام بدأ في ابتكار استراتيجيات جديدة لم تخطر على بال البشر.

 

لكن بدون البرمجة اللازمة للتعلم الذاتي، سيحتاج الذكاء الاصطناعي إلى تدخل بشري لمساعدته على التحسن بمرور الوقت. 

 

انخفاض فرص العمل للبشر


مع ازدياد شيوع استخدام الذكاء الاصطناعي في الشركات، قد يقل عدد الوظائف المتاحة، نظرًا لقدرة الذكاء الاصطناعي على التعامل بسهولة مع المهام المتكررة التي كان يؤديها العمال سابقًا.

 

تشير العديد من التقارير إلى أن الذكاء الاصطناعي سيخلق على الأرجح وظائف جديدة تعادل تقريبًا عدد الوظائف التي سيلغيها، إن لم يكن أكثر. ولكن هنا تبرز مشكلة تدريب البشر على هذه الوظائف الجديدة، أو تخلفهم عن الركب مع التطور التكنولوجي المتسارع.

 

المشكلات الأخلاقية


أدى التطور السريع للذكاء الاصطناعي وتطبيقه إلى ظهور عدد لا يحصى من الأسئلة الأخلاقية حول استخدامه وتطوره المستمر. 

 

ومن أكثر المشكلات الأخلاقية شيوعًا هي المخاوف المتعلقة بخصوصية بيانات المستهلك. فالذكاء الاصطناعي يستطيع جمع بيانات عن الأشخاص حتى بدون الوصول المباشر إلى المعلومات الشخصية. لذا فإن السؤال هو:

كيف نحمي خصوصية المستهلك مع التطور السريع للذكاء الاصطناعي؟

 

تشمل المشكلات الأخلاقية الأخرى مسألة البطالة، والمسؤولية القانونية، وغيرها.