15/01/2011

نافذة مصر / الجزيرة / رويترز / وكالات :

نظم العشرات من النشطاء المصريين وقفة احتجاجية أمام السفارة التونسية بالقاهرة، ورحبوا بما حدث في تونس وعدوه رسالة للنظام المصري، ورددوا شعار "يا بن علي قول لمبارك الطيارة في انتظارك".

وقال الناشط الحقوقي المصري حسام بهجت "إننا كنا نتتبع الأخبار منتظرين سقوط الحكومة التونسية"، وأعرب عن أمله بأن تفعل بلاده الشيء نفسه في يوم من الأيام.

وكان آلاف الليبيين الغاضبين قد إقتحموا عمارات سكنية فى ليبيا واستولوا عليها ، بعد دقائق من سقوط بن علي .

وقالت مصر التي شهدت إنتخابات مزورة منذ شهرين أنها تتابع ما يحدث فى تونس عن كثب ، وأنها تحترم حق الشعب التونسي ، لكن معلق قال لماذا لم يحترموا حق الشعب المصري ، وزوروا الإنتخابات ويقربون أرباب الفساد ويقتلون الضحايا الأبرياء على الإشتباه ؟

وقالت رويترز أن  زعماء عرب كانوا يراقبون بتوتر المتظاهرين التونسيين الشبان وهم يجبرون رجل تونس القوي الذي تقدم في العمر على التنحي عن السلطة ويتساءلون عما اذا كان سيتعين عليهم أيضا تغيير أساليبهم الراسخة العتيقة من القمع السياسي.

ويعتقد البعض أن تونس هي جدانسك العالم العربي وهي المدينة البولندية التي كانت ايذانا بالتغيير الذي اجتاح الدول الشيوعية في شرق أوروبا واحدة تلو الاخرى.

 ولكن البعض يتساءل.. الى متى يستطيع الحكام العرب الذين يفتقرون الى الشعبية سواء كانوا في نظم ملكية مطلقة او كانوا ثوريين قد تقدم بهم العمر ويتشبثون بالسلطة الارتكان الى الاساليب الصارمة العتيقة للبقاء في سدة الحكم.

 ويتابع الجميع عن كثب الاحتجاجات التي لم يسبق لها مثيل والتي هزت تونس عبر القنوات التلفزيونية الفضائية العربية ومن خلال الانترنت في أنحاء الشرق الاوسط حيث تشكل معدلات البطالة المرتفعة في أوساط الشباب والتضخم الذي يتفاقم بسرعة الصاروخ والفجوة الاخذة في الاتساع بين الاغنياء والفقراء - كلها مجتمعة - مخاوف خطيرة.

 قالت ايمان وهي صاحبة مطعم في مصر رفضت الكشف عن اسمها بالكامل "هذا يمكن أن يجري في أي مكان." ومضت تقول "الصور التي يمكن أن نراها في هذه الاونة على الفضائيات ومن خلال الانترنت تعني أن الشعب الذي يجري اخضاعه عادة يمكن أن يرى الان اخرين وقد حصلوا على ما يريدون."

واشتعلت صفحات التويتر والفيس بوك فى مصر ، وطالب الشباب بإتخاذ تونس مثلاً والإطاحة بالديكتاتوريات البائدة .

 وقال كمال محسن (23 عاما) وهو طالب لبناني "لم نتعود على شيء كهذا في هذا القسم من العالم." وتابع قائلا "انه أكبر من حلم في منطقة ظل الشعب فيها يقول (ماذ بوسعنا ان نفعل)."

 وبينما حلت الديمقراطية في العقود القليلة الماضية محل نظم استبدادية في مناطق ابتليت بحكام طغاة فان حكومات في العالم العربي كله تقريبا لاتزال استبدادية تفرض اجراءات أمنية قمعية.

 لكن البعض يعتقد أن رحيل الرئيس التونسي المخضرم زين العابدين بن علي وكذلك الجهود التي بذلت في الجزائر لتهدئة غضب بسبب الزيادات في الاسعار أزالت حواجز الخوف التي كانت قائمة في أرجاء المنطقة منذ فترة طويلة.

 وكتب عبد الرحمن الراشد في صحيفة الشرق الاوسط التي تصدر باللغة العربية في لندن بعد أن قدم بن علي تنازلات كبيرة وقبل أن يتنحي بشكب نهائي عن السلطة يقول "عسى أن تكون جميع الحكومات العربية تراقب بعيون واسعة ما يحدث في تونس والجزائر."

 وقال "الكثير مما يحول دون الاحتجاج والعصيان هو الحاجز النفسي ليس الا."

 وأضاف "الرئيس التونسي منح كل ما يستطيع من وعود لانهاء العصيان والجزائر تراجعت عن قراراتها التسعيرية.. لكن الحاجز النفسي قد كسر."

 والحالة التونسية تذكرة لحكومات عربية لا تزال تعتمد على الاجراءات الامنية المشددة والرقابة الصارمة على وسائل الاعلام ودعم الاحتياجات الاساسية لتهدئة الاستياء.

 ويمكن للقنوات الفضائية ووسائل الاعلام الاجتماعية من خلال الانترنت أن تفلت من اسار الاساليب الصارمة ويمكنها أن تدمج بسرعة احباطات الشبان في مناطق معزولة ومحرومة في حركة واسعة.

 تقول جماعات حقوقية في تونس ان الحكومة تحظر الوصول الى كثير من المواقع على الانترنت ولكنها لم تمنع النشطاء من وضع لقطات فيديو لمتظاهرين مصابين بجروح بالغة على شبكة الانترنت مما أشعل المزيد من الغضب وأعطى للاحتجاجات زخما.

 قال أحمد منصور الناشط الحقوقي والمدون المقيم في الامارات ان القصة كلها كانت ستختلف دون مواقع مثل الفيسبوك وتويتر ووسائل الاعلام الاخرى. وأضاف ان هذه الوسائل لعبت دورا حيويا في نقل ما يحدث في تونس الى العالم.

 والرد المعهود على الاحتجاجات في أنحاء الشرق الاوسط وشمال أفريقيا - حيث تقل أعمار ما يتراوح بين نصف وثلثي سكان دولها عن 25 عاما - هو تقديم تنازلات فيما يتعلق بالوظائف والطعام الرخيص.

 وجرى اخماد أعمال الشغب التي اندلعت في عدة بلدات جزائرية الاسبوع الماضي بعد أن وعدت الحكومة ببذل كل ما هو ضروري لحماية المواطنين من تكاليف المعيشة الاخذة في الارتفاع.

 كذلك أعلنت ليبيا والمغرب والاردن عن خطط لخفض أسعار السلع الاساسية.

 ويميل داعمو الحكومات في المنطقة الى القاء المسؤولية عن أعمال الشغب على قلة الطعام الرخيص وليس على السياسات الحكومية الخرقاء. وقال نشطاء حقوقيون ان الاحتجاجات في تونس تستشري بسرعة لانه جرى قمع حرية التعبير والتجمهر لفترة طويلة.

 وقال ستيفن كوك من المجلس الامريكي للعلاقات الخارجية على مدونته الاسبوع الماضي "هناك خطورة... في الاتكال على مقولة أن (الدولة العربية ستشق طريقها في النهاية)." ومضى يقول "قد لا تكون هذه هي الايام الاخيرة... (للرئيس المصري حسني) مبارك او أي زعيم اخر قوي في الشرق الاوسط.

 "ولكن من الواضح أن هناك شيئا ما يحدث في المنطقة."

وتفرد قناة الجزيرة القطرية الفضائية التي بدأت البث في عام 1996 مساحة زمنية لبث الاضطرابات في تونس وتعرض مقابلات مباشرة مع شهود على الاشتباكات ومع شخصيات من المعارضة.

 وفي اقرار - على ما يبدو - بمدى تأثير قناة الجزيرة على الرأي العام التونسي ظهر وزراء من الحكومة على الهواء لابداء وجهات نظرهم فيما يحدث.

 وربما كان على من يتوقع ثورة على مستوى المنطقة أن يطيل النظر الى مصر التي تستورد حوالي نصف الغذاء لاطعام سكانها البالغ عددهم 79 مليونا والتي تعاني من تضخم تجاوز نسبة عشرة بالمئة.

 وقال محسن الطالب اللبناني "على الشباب في أنحاء العالم العربي أن يخرج الى الشوارع ويفعل الشيء نفسه.

 "حان الوقت كي نطالب بحقوقنا."

 وأضاف "يتعين على الزعماء العرب ان يكونوا مذعورين الان لانهم لم يقدموا لشعوبهم سوى الخوف لكنهم يخشون انه عندما ينتصر التونسيون فان حاجز الخوف سيتحطم وما حدث هناك سينتقل بالعدوى. انها مسألة وقت وحسب."

 والتحدي الاكبر ـ كما تقول رويترز ـ الذي تواجهه الدولة في مصر يأتي من اضرابات في الحزام الصناعي في منطقة الدلتا حيث يوجد جهاز أمني يتحرك بسرعة لقمع أي احتجاجات كبيرة في الشوارع وحيث جماعة الاخوان المسلمين جماعة المعارضة الرئيسية .