في ظلال القرآن " أيه ومعني .. الجزء الثاني عشر " - اعداد فريق " نافذة مصر " - سورة يوسف
المصدر : كتاب " ظلال القرآن " لـ المفكر الشهيد " سيد قطب " .

وَقَالَ الَّذِي اشْتَرَاهُ مِن مِّصْرَ لاِمْرَأَتِهِ أَكْرِمِي مَثْوَاهُ عَسَى أَن يَنفَعَنَا أَوْ نَتَّخِذَهُ وَلَداً وَكَذَلِكَ مَكَّنِّا لِيُوسُفَ فِي الأَرْضِ وَلِنُعَلِّمَهُ مِن تَأْوِيلِ الأَحَادِيثِ وَاللّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَـكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ (21) وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ آتَيْنَاهُ حُكْماً وَعِلْماً وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ (22)

وها هو ذا يوسف أراد له إخوته أمرا , وأراد له الله أمرا , ولما كان الله غالبا على أمره ومسيطرا فقد نفذ أمره , أما إخوة يوسف فلا يملكون أمرهم فأفلت من أيديهم وخرج على ما أرادوا:
(ولكن أكثر الناس لا يعلمون). .
لا يعلمون أن سنة الله ماضية وأن أمره هو الذي يكون .
ويمضي السياق ليقرر أن ما شاء الله ليوسف , وقال عنه:
ولنعلمه من تأويل الأحاديث . .
قد تحقق حين بلغ أشده:
(ولما بلغ أشده آتيناه حكما وعلما . وكذلك نجزي المحسنين). .
فقد أوتي صحة الحكم على الأمور , وأوتي علما بمصائر الأحاديث أو بتأويل الرؤيا , أو بما هو أعم , من العلم بالحياة وأحوالها , فاللفظ عام ويشمل الكثير . وكان ذلك جزاء إحسانه . إحسانه في الاعتقاد وإحسانه في السلوك:
(وكذلك نجزي المحسنين). .