ارتفع عدد الإسرائيليين الذين غادروا البلاد بشكل دائم بنسبة 285% بعد 7 أكتوبر، وفقا للبيانات المنشورة في صحيفة تايمز أوف إسرائيل. وتشير تقارير القناة 12 الإخبارية، بناءً على بيانات مكتب الإحصاء المركزي (CBS)، إلى زيادة غير مسبوقة في أكتوبر 2023 مقارنة بالفترة نفسها من عام 2022.
وتؤكد أحدث التقارير عن نزوح الإسرائيليين البيانات التي نُشرت بعد شهرين من هجوم 7 أكتوبر، والتي أظهرت أن ما يقرب من نصف مليون شخص غادروا إسرائيل. كما أظهر انخفاضًا كبيرًا في عدد المهاجرين اليهود الذين يصلون إلى إسرائيل. وكشفت دراسة استقصائية ثانية بين الإسرائيليين الذين يعيشون في الخارج، أجرتها الجامعة العبرية في شهر مارس بمبادرة من المنظمة الصهيونية العالمية، أن 80 في المائة قالوا إنهم لا ينوون العودة إلى إسرائيل.
تشير البيانات الصادرة عن مكتب الإحصاء المركزي إلى أن العديد من الإسرائيليين الذين لديهم خيار وطن ثان في الخارج يختارون الانتقال خلال أوقات النزاع المتصاعد، بحثا عن الأمان والاستقرار في مكان آخر. ويتناقض هذا الاتجاه بشكل صارخ مع ادعاءات أنصار الصهيونية الذين يقولون إن إسرائيل هي الملاذ النهائي لليهود في جميع أنحاء العالم.
وبدلا من ذلك، تشير البيانات إلى أن وجود إسرائيل وسياساتها على وجه التحديد هو الذي يجبر اليهود على البحث عن ملجأ في أماكن أخرى، مما يسلط الضوء على مفارقة في الرواية الصهيونية.
وكانت هناك أيضا زيادة في عدد الإسرائيليين الذين يتنقلون إلى الخارج في الأشهر التي سبقت الحرب، وسط احتجاجات حاشدة ضد خطة الحكومة للإصلاح القضائي، مع زيادة بنسبة 51% في الفترة من يونيو إلى سبتمبر 2023 مقارنة بعام 2022.
وعلى الرغم من الارتفاع الأولي في أعداد المغادرين، يقال إن الاتجاه انعكس في الأشهر التالية. بين نوفمبر 2023 ومارس 2024، غادر 30 ألف إسرائيلي البلاد بشكل دائم، وهو ما يمثل انخفاضًا بنسبة 14% عن نفس الفترة من العام السابق. بالإضافة إلى ذلك، كان هناك انخفاض بنسبة 21% في عدد الإسرائيليين العائدين من الخارج خلال هذه الفترة، مع عودة 8898 بين أكتوبر 2023 ومارس 2024 مقارنة بـ 11231 في العام السابق.
وتشير القناة 12 إلى أن بيانات شبكة سي بي إس تحصي الإسرائيليين الذين غادروا البلاد، ولم يعودوا خلال الأشهر العشرة اللاحقة، وأقاموا حياتهم في الخارج، مما يشير إلى الاتجاهات وليس الأسباب المباشرة. ويشير أيضًا إلى أن قرار الهجرة معقد وليس بالضرورة مرتبطًا بحدث واحد، حيث أن مثل هذه القرارات تتطلب عادةً عدة أشهر من التخطيط.
بشكل عام، في حين شهدت الفترة الأولى من يوم 7 أكتوبر ارتفاعًا حادًا في حالات المغادرة الدائمة من إسرائيل، فقد استقر المعدل منذ ذلك الحين.
ويقول منتقدو إسرائيل إن اليهود الذين تحولوا إلى التطرف بسبب الصهيونية غالبًا ما ينتقلون إلى إسرائيل كتحقيق لنبوءة الكتاب المقدس، لكنهم يميلون إلى المغادرة في أوقات الصراع، وخاصة أولئك الذين يحملون جواز سفر ثان.
تشعر إسرائيل بقلق متزايد إزاء اتجاه الهجرة اليهودية العكسية من فلسطين المحتلة، خاصة في الوقت الذي تشكل فيه التركيبة السكانية للدولة قضية أساسية للحكومة الإسرائيلية والاستراتيجيين الصهاينة. إن ابتعاد اليهود عن إسرائيل يهدد التوازن الديموغرافي الذي يسعى القادة الصهاينة إلى الحفاظ عليه.
https://www.middleeastmonitor.com/20240719-285-spike-in-israelis-leaving-country/

