أعلنت قوات الدعم السريع في السودان، يوم السبت، أنها أسرت مجموعة من الأفراد الذين وصفتهم بـ"المرتزقة المصريين" الذين شاركوا في المعارك ضدها إلى جانب الجيش السوداني. يأتي هذا الإعلان في ظل تصاعد التوترات بين قوات الدعم السريع والجيش السوداني، ويعقب اتهامات وجهتها قوات الدعم السريع إلى مصر بدعم الجيش السوداني في العمليات العسكرية الدائرة.

وقالت قوات الدعم السريع، التي يقودها محمد حمدان دقلو المعروف بـ"حميدتي"، في بيان مطول نشرته عبر حسابها الرسمي على منصة "إكس" (تويتر سابقا)، إن "الحكومة المصرية لم تتوقف أبدا عن تقديم الدعم العسكري للجيش السوداني، بما في ذلك توفير السلاح والذخيرة والقنابل الجوية، فضلا عن التدريب والدعم الفني والسياسي والدبلوماسي والإعلامي".

وأكد البيان أن قوات الدعم السريع تمكنت من أسر "مرتزقة مصريين" شاركوا في الحرب إلى جانب الجيش السوداني، مشيراً إلى أنهم محتجزون الآن لدى قواتها. كما اتهمت قوات الدعم السريع مصر بتقديم "كل الإمكانات العسكرية" للجيش السوداني، بما في ذلك تسهيل دخول إمدادات السلاح والذخيرة والطائرات عبر الحدود المصرية.

واتهم البيان مصر بعرقلة الجهود الإقليمية والدولية لتحقيق الاستقرار في السودان، مشيراً إلى أن القاهرة تعمل على "إفشال" مفاوضات السلام، بدءاً من جولات جدة والمنامة وصولاً إلى مفاوضات جنيف. كما اتهم مصر بتوفير ملاذ آمن لقادة الحركة الإسلامية السودانية والإخوان المسلمين.

وفي وقت سابق من الأسبوع، اتهم حميدتي الجيش المصري بمشاركة قواته في المعارك العسكرية، مشيراً إلى أن طائرات مقاتلة مصرية من طراز "سوخوي 29" قامت بقصف مواقع تابعة لقواته في جبل موية بولاية سنار.

في المقابل، نفت وزارة الخارجية المصرية تلك الاتهامات في بيان رسمي، مشيرة إلى أن "مصر لم تشارك في المعارك الدائرة في السودان"، ووصفت تصريحات حميدتي بأنها "ادعاءات لا أساس لها من الصحة". كما أكدت الوزارة أن مصر تعمل على وقف الحرب وحماية المدنيين، وأنها تدعو المجتمع الدولي للتحقق من تلك المزاعم.

يأتي هذا التصعيد في وقت تشهد فيه السودان أزمة داخلية متفاقمة، مع تواصل القتال بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع منذ أبريل 2023، ما أسفر عن مقتل وإصابة الآلاف وتشريد ملايين المدنيين.