استعرضت "سي إن إن" و"نيويورك تايمز"، تجدد هجوم الثورة السورية الغائب منذ سنوات من قبل ثوار سوريا ضد مليشات الأسد "مخاوف من إعادة إشعال حرب أهلية مجمدة في الغالب لسنوات"، بحسب تقرير بعنوان "ماذا يعني هجوم المعارضة الأخير في سوريا؟" لـ"نيويورك تايمز".
تقرير الصحيفة الأمريكية قال: "لقد تركت أكثر من عقد من الحرب الأهلية والمعارك بالوكالة وغزو تنظيم الدولة الإرهابي سوريا مقسمة إلى مناطق سيطرة مختلفة".
وأضافت أن حكومة الأسد تسيطر الآن على أكثر من 60٪ من البلاد، بما في ذلك معظم المدن الكبرى، لكن هذا لم يكن الحال دائمًا موضحا أنها فقدت السيطرة على معظم أنحاء البلاد في ذروة قوة المعارضة في الحرب الأهلية، وبعد أن اجتاح تنظيم الدولة الإسلامية أجزاء من سوريا، لكن المد تحول في عام 2015 عندما تدخل الجيش الروسي بشكل مباشر لمساعدة الأسد.
وقالت إنه "لا تزال أجزاء كبيرة من البلاد خارج سيطرة الحكومة، بما في ذلك المناطق التي تسيطر عليها المعارضة في الشمال الغربي والشمال الشرقي، والتي تهيمن عليها مليشيا بقيادة الأكراد بدعم من الولايات المتحدة".
وأضافت أن المنطقة التي تسيطر عليها المعارضة في شمال غرب سوريا تشمل أجزاء من محافظتي إدلب وحلب، ويقطنها حوالي 5 ملايين شخص ونزح أكثر من نصفهم من منازلهم في أماكن أخرى في سوريا.
على الرغم من أن تنظيم الدولة فقد آخر موطئ قدم إقليمي له في سوريا في عام 2019، إلا أنه يحتفظ بخلايا نائمة يُعتقد أنها تختبئ في الصحراء السورية الشاسعة وتنفذ هجمات عرضية على جنود الحكومة والمدنيين.
تقرير شبكة CNN
وبعنوان "المتمردون السوريون يشنون هجومًا كبيرًا على قوات النظام في محافظة حلب" قالت شبكة CNNإن "الهجوم المفاجئ الأربعاء يمثل أول اشتعال كبير بين المتمردين السوريين والنظام منذ مارس 2020، عندما توسطت روسيا وتركيا في اتفاق وقف إطلاق النار في البلاد".
ووصفت الشبكة قيادة العمليات العسكرية بـ "المتمردين السوريين"! وقالت إن "مقاتليها حرروا بلدة أورم الكبرى، على بعد حوالي 20 كيلومترًا (12 ميلاً) من مدينة حلب، بعد ما وصفته بـ "معارك عنيفة مع قوات الأسد والمليشيات الإيرانية".
اهتمت شبكة (سي إن إن) بما تضمه الفصائل المعارضة التي تشن الهجوم من الجماعات الإسلامية إلى الجيش السوري الحر المعتدل، الذي كان مدعومًا سابقًا من الولايات المتحدة وتركيا.
ثم ناقضت الشبكة نفسها فقالت: "بدأت الحرب الأهلية في سوريا خلال الربيع العربي عام 2011 عندما قمع النظام انتفاضة مؤيدة للديمقراطية ضد الأسد، الذي كان رئيسًا منذ عام 2000، وانزلقت البلاد إلى حرب أهلية كاملة النطاق مع تشكيل قوة متمردة، تُعرف باسم الجيش السوري الحر، لمحاربة القوات الحكومية".!
متمردون!
صحيفة "نيويورك تايمز" اتفقت مع الشبكة الأمريكية (سي إن إن) وتحت عنوان "من هم المتمردون؟" قالت : "يجمع الهجوم بين فصائل متمردة مختلفة تمثل آخر بقايا مجموعة واسعة من جماعات المعارضة الذين قاتلوا بشدة بدءًا من عام 2011، للإطاحة بالسيد الأسد، وفي مرحلة ما، سيطروا على أجزاء كبيرة من البلاد".
وأوضحت أن "المجموعة الرئيسة هي هيئة تحرير الشام، وهي فصيل مرتبط سابقًا بتنظيم القاعدة الإرهابي، وهي تسيطر على معظم الأراضي الشمالية الغربية التي لا تزال تحت سيطرة جماعات المعارضة.".
وألمحت إلى دور تركي في الحرب المتجددة، قائلة "بحسب قادة المجموعات والمرصد، انضمت أيضًا العديد من الجماعات المتمردة المدعومة من تركيا إلى الهجوم.. ورغم أن الفصائل المتمردةالمختلفة تشترك في عدو مشترك، إلا أنها غالبًا ما كانت تتقاتل فيما بينها، مما أدى إلى تقويض التماسك الذي كانت في حاجة إليه لتحدي الجيش السوري.". مشيرة في هذا الصدد إلى مساعدة روسيا وإيران لسنواتٍ نظام بشار الأسد الاستبدادي بقوة في صد من أسمتهم "المتمردين".
الصراع الإقليمي؟
وعن ارتباط ما يحدث في شمال سوريا بالعدوان الصهيوني على الإقليم قالت: "لم تشارك سوريا بشكل مباشر في الصراعات التي تهز الشرق الأوسط على مدار العام الماضي، إلا أن أراضيها كانت منذ فترة طويلة ساحة معركة بالوكالة للقوى الدولية.".
وأضافت "نيويورك تايمز" (المتهمة من المتضامنين الأمريكيين مع غزة بانحيازها للاحتلال الصهيوني) أن "إسرائيل" شنّت ضربات قاتلة في سوريا لسنوات، قائلة إن أهدافها هي المسلحين المدعومين من إيران بما في ذلك جماعة حزب الله اللبنانية، وتصاعدت هذه الهجمات في أعقاب الهجوم الذي قادته حماس على إسرائيل من غزة في 7 أكتوبر 2023.
ونقلت الصحيفة عن جيش الاحتلال قوله "إن بعض هذه الضربات تهدف إلى قطع تدفق الأسلحة والمعلومات الاستخباراتية بين حزب الله وإيران، وكانت الأسلحة والأموال تتدفق منذ فترة طويلة من إيران عبر الحدود السورية إلى حزب الله في لبنان".
وفي إبريل، أدت ضربة "إسرائيلية" قاتلة أصابت جزءًا من مجمع السفارة الإيرانية في دمشق إلى مقتل العديد من كبار القادة الإيرانيين ومردفة هذه المعلومة بمعلومة أحدث وهي ما اعترفت به وسائل الإعلام الإيرانية الخميس 28 نوفمبر من "أن قائدًا لقوة الحرس الثوري الإيراني القوية قُتل في الهجوم الجديد للمتمردين".
وقالت فصائل الثورة السورية إنهم يهدفون "إلى وقف الهجمات التي تشنها القوات الحكومية وحلفاؤها من المليشيات المدعومة من إيران" وفي بلاغات متتابعة قالت إن الاشتباكات على مدى يومين كشفت عن مقتل أكثر من 150 مقاتلاً من الجانبين: ما يقرب من 100 من الجماعات المتمردة التي شنت الهجوم و54 جنديًا من النظام.
وقُتل أكثر من 10 مدنيين في غارات جوية سورية وروسية، وفقًا لمنظمة الخوذ البيضاء، وهي مجموعة إنقاذ مقرها في مناطق المعارضة.