قال أحمد الدالاتي، القيادي البارز بإدارة العمليات العسكرية للمعارضة السورية، إن عملية ردع العدوان جاءت بقدرات ذاتية وعملية عسكرية ذاتية، وتقدير موقف سياسي من الثوار، مضيفًا "الأتراك عمقنا وحليفنا الإستراتيجي ولكننا لا ننفذ أجندة خاصة بالأتراك أو الروس أو الأمريكان.

وفي حوار مع برنامج المسائية للجزيرة مباشر، أشار إلى أن سقف تفاهمات دولية مع تركيا وروسيا وأمريكا هو شيء تراعيه الثورة السورية كما الثورات الأخرى، مضيفًا أن الثورة السورية فيها تطور مراحل ولا توجد ثورة لا تراعي الظروف الدولية، ولكن إدارة العمليات العسكرية كان لها تقدير خاص بظروف الثورة السورية والملف السوري، وسننظر بعين الاعتبار لمراعاة مصالح هذه الدول.

وعن الموقف العملياتي، أضاف أن المناطق المحررة تقف الآن في صف الثورة للهروب من أتون المعركة، وتأمين العديد من الحالات، ويتم التواصل مع حالات أخرى في مناطق أخرى لتأمينها، والنظام يعاني التخبط وفقد الثقة في القيادة العسكرية في هذه المناطق بعد هروبهم من أماكنهم.

 

سيطرة كاملة على حلب

وعن السيطرة الكاملة على كل الأجزاء في مدينة حلب وريفها أكد "الدالاتي" أنه تم تأمين وإحكام الحدود لحلب وريف حلب، واليوم تم تأمين جيب لأحياء حلب وكان فيه قوات مسلحة تابعة لـ"قسد" القوات الكردية السورية، حيث كانت هناك أحياء تسكنها أغلبية كردية، وتم التفاهم مع (قسد) للخروج من هذه الأحياء والحفاظ على أهل هذا الحي، وشملت هذه التفاهمات مع (قسد) تبادل بعض الأسرى؛ لقد كنا حريصين على عدم حصول اشتباك مسلح داخل هذه الأحياء لطمأنة الفئات السورية.

وأضاف أن المناطق الحيوية بحلب جرى تأمينها، ومنها مطار حلب الدولي والمنشآت التعليمية والجامعات والكليات والأكاديمية العسكرية وقصر العدل والنقاط الأمنية الشرطية، والعمليات المركزية من أهدافها الرئيسة تأمين هذه المناطق.

وتابع: "بعد تأمين حلب وإدلب وريفها تم توجيه القوات العسكرية إلى ريف حماة ومدينة حماة وحايلا، ونقوم بتنفيذ عمليات في ريف حماة الشمالي والغربي، والاشتباكات مساء الاثنين جارية في هذه المناطق.

 

الهدف العسكري وموقف دمشق

وعن سؤال بخصوص الهدف العسكري أهو (حماة) وتنتهي هذه العملية العسكرية أم أن الأمر يتخطى ذلك بكثير؟!

قال "الدالاتي": قبل 3 شهور حصلت حملة تصعيد، واستخدم النظام الغارات لاستهداف أهلنا المدنيين وهجّر نحو 150 ألفًا من أهلنا سوريي الشمال، والمهجّرين إلى الشمال للشريط الحدودي مع تركيا، وزرع وحدات في أكثر من عشرين موضعًا للعمليات الخاصة للجيش الأسدي على خطوط التماس.

ورأى أن النظام في سوريا هاجم مناطق الشمال ضمن ضغوط سياسية عليه لموقفه من الحرب الدائرة في فلسطين، والتي شارك فيها حزب الله وإيران لتحمل مسئولية الانتهاك الإسرائيلي المتكرر لسوريا وقصف دمشق واستهداف الإيرانيين، ولكنه أراد تصدير الأزمة للمناطق المحررة فشن هجومًا على إدلب، وهو ما جعلنا نسارع إلى هذه العملية الاستباقية الدفاعية".

وأوضح أن النظام  كان يمكن أن يتجنب هذه العملية.. ولكن دمشق لم تكن هدف ردع العدوان. وبعد الانهيارات التي وقعت للنظام فالذي حصل هو تقدير موقف سياسي وميداني، والظرف الميداني منح العملية القوة على تحرير مزيد من المناطق من مليشيات الأسد والمليشيات الإيرانية.

وأضاف أن البيئة السياسية ومصلحة السوريين وكل دول الجوار هو التوجه إلى دمشق لإسقاط النظام، فإسقاطه مصلحة لنا ولكل دول الجوار، وبعد طوفان الأقصى الذي غيّر كثيرًا من المعطيات والمعادلات، كُشف كذب النظام الذي استمر لـ 5 عقود يرفع شعار الدفاع عن فلسطين ومحور الممانعة، ولكنه عندما حانت اللحظة الفاصلة لم يفعل شيئًا لفلسطين أو لنفسه، وإنما ضُرب من الصهاينة ولم يرد، وخرج وزير خارجية النظام السوري ليقول: "نحتفظ بحق الرد"، مستطردًا أنه "إذا سمحت الظروف السياسية سنقوم بذلك..".

 

حكم الأماكن المحررة

وعمن سيحكم الأماكن المحررة، أوضح الدالاتي أن شكل الحكم في هذه المناطق سيكون بمشاركة الأهالي والجهات المعروفة في المناطق، وندعو كل أهلنا في سوريا وفي المناطق المحررة أن يكونوا موجودين معنا لنحقق أهداف الثورة السورية وكل أهداف الشعب السوري.