في أعقاب سقوط نظام بشار الأسد في سورية، يعيش الكيان الصهيوني حالة من القلق والتوتر، وسط تحركات عسكرية واستراتيجيات سياسية جديدة للتعامل مع الوضع المتغير في المنطقة.
التطورات الأخيرة دفعت جيش الاحتلال الصهيوني إلى نشر قوات إضافية في المنطقة العازلة على حدود الجولان المحتل، وسط تصريحات متباينة من المسؤولين الصهاينة حول انعكاسات هذا التحول الجذري في المشهد السوري.
تعزيزات عسكرية على حدود الجولان
أعلن جيش الاحتلال الصهيوني، صباح الأحد، أنه اتخذ خطوات استباقية بنشر قوات إضافية في المنطقة العازلة مع سورية، في محاولة لمنع أي اختراق محتمل للحدود من قبل المسلحين السوريين. وأوضح بيان الجيش أن هذه التحركات تهدف إلى "ضمان أمن سكان هضبة الجولان وإسرائيل"، مع التأكيد على عدم التدخل المباشر في الأحداث السورية.
وأشار موقع "والاه" العبري إلى أن سلطات الاحتلال وجهت تحذيرات إلى مقاتلي المعارضة السورية بضرورة الابتعاد عن الحدود، مشددة على أنها سترد بقوة في حال تم انتهاك اتفاق فصل القوات لعام 1974.
مخاوف من انتشار الجماعات المسلحة
وفي تصريحات مثيرة للجدل، قال وزير الشتات الصهيوني، عميحاي شيكلي، إن سورية باتت تحت سيطرة فروع تنظيم القاعدة و"داعش"، زاعمًا أن هذا التطور يفرض على الاحتلال الصهيوني إعادة النظر في استراتيجية الدفاع عن الجولان.
وأضاف: "على إسرائيل أن تجدد سيطرتها على قمة جبل الشيخ وتثبيت خط دفاع جديد".
من ناحية أخرى، أبدى المحلل العسكري في صحيفة هآرتس، عاموس هارئيل، قلقه من احتمالية تسلل المسلحين إلى الجولان أو مهاجمتهم قوات المراقبة التابعة للأمم المتحدة، مما قد يعقد الوضع الأمني أكثر.
مخاوف من النفوذ التركي المتزايد
إلى جانب القلق من الجماعات المسلحة، برزت مخاوف صهيونية من ازدياد النفوذ التركي في سورية.
أشار المراسل العسكري لإذاعة الجيش، دورون كادوش، إلى أن الدعم التركي لبعض الفصائل السورية قد يشكل تهديدًا مباشرًا للاحتلال الصهيوني.
وقال: "قبل بضعة أشهر، جرى التعامل مع تصريحات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان عن التدخل الإقليمي باستخفاف، ولكن الآن بات لديه فعليًا حدود مباشرة مع إسرائيل".
تصعيد في الخطاب السياسي للاحتلال
في سياق التطورات، حاول وزير التعليم بحكومة الاحتلال الصهيوني، يوآف كيش، استغلال الوضع السياسي المتوتر لتأجيل جلسة استماع قضائية لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو.
وقال كيش في تغريدة على منصة "إكس": "في ظل التغيير الاستراتيجي في منطقتنا، أدعو إلى تأجيل مثول رئيس الوزراء أمام المحكمة ثلاثة أشهر".
أما زعيم المعارضة الصهيونية، يائير لبيد، فقد دعا إلى تشكيل تحالف إقليمي قوي مع دول الخليج، بما فيها السعودية، لمواجهة عدم الاستقرار الإقليمي المتزايد.
وأضاف لبيد أن "المحور الإيراني قد ضعف بشكل كبير، مما يتيح فرصة لإسرائيل لتحقيق مكاسب دبلوماسية تساعدها في غزة والضفة الغربية".