دخلت سوريا مرحلة جديدة من تاريخها مع الإعلان عن سقوط نظام بشار الأسد، وسط تقارير متضاربة عن مكان وجوده ومحاولته الفرار خارج البلاد.
هذا الحدث، الذي يراه البعض انتصارًا للشعب السوري بعد أكثر من 13 عامًا من القمع والدمار، يُعد لحظة فاصلة تحمل معها تحديات ما بعد الأسد.
غياب الأسد وتوقعات الهروب
ذكرت هيئة البث الصهيونية أن تقديرات تل أبيب تشير إلى أن الأسد قد غادر دمشق، مع احتمالية بقائه داخل سوريا ومحاولته التوجه إلى روسيا.
وأكدت مواقع تتبُّع الرحلات الجوية أن طائرة يُعتقد أنها تقل الأسد فُقدت من شاشات الرادار غرب حمص، بعد إقلاعها من مطار دمشق الدولي، مما زاد من الغموض حول مصيره.
دعوات للوحدة والبناء
في تصريحات مؤثرة، دعا الداعية السوري راتب النابلسي أبناء الشعب السوري إلى فتح صفحة جديدة من التسامح والوحدة، مطالبًا بالالتزام بتعليمات القيادة العسكرية، والحفاظ على الممتلكات العامة.
وقال: "وطننا ينفض غبار السنين، وأبناؤه يستعيدونه ممن أراد تشويه صورته".
كما أكدت الخارجية السورية على ضرورة التكاتف من أجل بناء وطن يسوده العدل والمساواة.
وأشارت في بيان لها إلى "تدشين عهد جديد وميثاق وطني يجمع كلمة السوريين ولا يفرقهم".
ردود الفعل الدولية
على الصعيد الدولي، رحبت فرنسا بسقوط نظام الأسد ووصفته بأنه "يوم تاريخي لسوريا"، داعيةً إلى انتقال سياسي سلمي يحترم حقوق الجميع ويحافظ على مؤسسات الدولة.
ومن جهته، أعرب المبعوث الأممي إلى سوريا عن أمله في فتح فصل جديد من السلام والمصالحة، مؤكدًا استعداد الأمم المتحدة لدعم الشعب السوري في بناء مستقبله.
تحركات المعارضة المسلحة
أعلنت المعارضة السورية المسلحة عن "تحرير دمشق" وبدء "عهد جديد" للبلاد، مؤكدة سيطرتها على مناطق جديدة، بما في ذلك بلدة العريمة شرقي حلب.
كما أطلقت سراح الفلسطيني علي يحيى بعد 40 عامًا من الاعتقال في سجن صيدنايا، في خطوة اعتبرها البعض رمزًا لمرحلة التحرر الجديدة.
إخلاء السفارات وتصعيد القتال
مع تطور الأوضاع، أخلت السفارة العراقية موظفيها من دمشق ونقلتهم إلى لبنان، وأُغلق معبر القائم الحدودي بين البلدين.
كما أشارت تقارير إلى اقتحام السفارة الإيرانية في دمشق. وفي الوقت نفسه، أكدت قيادة قوات الحدود العراقية تأمين حدودها مع سوريا.
الموقف الصهيوني والغربي
ذكرت صحيفة "هآرتس" أن سلطات الاحتلال الصهيوني قلقة من احتمال تحرك مسلحين من الجولان السوري نحو أراضيها.
وصرحت بأنها قد تشن هجمات استباقية على مخابئ أسلحة ذات أهمية استراتيجية داخل سوريا.
من جانبه، دعا مسؤول في البنتاغون جميع الأطراف إلى حماية المدنيين واحترام المعايير الدولية، مشيرًا إلى أن القوات الأمريكية ستبقى في شرق سوريا لضمان استمرار هزيمة تنظيم "الدولة الإسلامية".
تحديات ما بعد الأسد
رغم الانتصار الذي حققته المعارضة المسلحة، يبقى المشهد السوري مليئًا بالتحديات.
دعا الائتلاف الوطني السوري إلى تحويل يوم 8 ديسمبر إلى عيد وطني، مشيرًا إلى بدء مرحلة النضال من أجل بناء سوريا جديدة تتسع للجميع.
وأبرزت تصريحات المعارضة ضرورة بناء شراكات استراتيجية مع دول الجوار، مع التأكيد على الحفاظ على سلامة وأمن الدول المجاورة.