شهد لبنان موجة من الاحتفالات بعد إعلان فصائل المعارضة السورية سقوط نظام بشار الأسد، الذي انتهى عهده بعد 53 عامًا من حكم عائلته و61 عامًا من سيطرة حزب البعث.
الحدث التاريخي، الذي وقع فجر الأحد 8 ديسمبر، دفع مئات السوريين واللبنانيين إلى الساحات والميادين للاحتفال، حاملين رايات الثورة السورية ومرددين شعارات الحرية والسلام للشعب السوري.
سقوط دمشق: نهاية حكم البعث
جاءت اللحظة الحاسمة عندما دخلت فصائل المعارضة السورية العاصمة دمشق، بعد أسابيع من المعارك العنيفة التي بدأت في الريف الغربي لحلب في 27 نوفمبر الماضي.
توالت الانتصارات سريعًا، إذ سيطرت المعارضة على حلب، إدلب، حمص، حماة، درعا، والسويداء، حتى وصولها إلى قلب دمشق، ما أجبر قوات النظام على الانسحاب.
مشاهد الفرح: احتفالات ووعود بالعودة
في طرابلس، احتشد مئات المواطنين مطلقين الألعاب النارية وسط هتافات التكبير، بينما رفع المشاركون أعلام لبنان وسوريا.
مشاهد مماثلة برزت في بيروت وعكار والشوف والبقاع، حيث أظهر السوريون واللبنانيون معًا تضامنهم وفرحتهم بتحرر سوريا.
محمد العلي، أحد اللاجئين السوريين المقيمين في لبنان منذ 13 عامًا، عبر عن فرحته قائلاً: "الحرية التي انتظرناها طويلًا قد جاءت. سنعود إلى بلدنا قريبًا."
من جهتها، قالت شهد، شابة سورية غادرت وطنها وهي طفلة، إنها تتطلع لرؤية سوريا للمرة الأولى بعد أن قضت 13 عامًا في لبنان: "الحمد لله انتهى عهد الإجرام".
العودة إلى الوطن: أمل جديد
معبر المصنع الحدودي شهد مشاهد مؤثرة، حيث تجمعت أعداد كبيرة من السوريين استعدادًا للعودة إلى وطنهم.
وفي محافظة عكار، أزيلت صور بشار الأسد ورموز النظام من على المرافق العامة. هذه الخطوات الرمزية تعكس بداية جديدة لسوريا الحرة، كما وصفها المحتفلون.
متابعة حكومية للوضع الأمني
في هذا السياق، أجرى رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي اتصالات مكثفة مع قائد الجيش وقادة الأجهزة الأمنية لمتابعة الأوضاع الحدودية وضمان ضبطها.
شدد ميقاتي على ضرورة الحفاظ على استقرار لبنان والنأي به عن أي تداعيات للأحداث السورية.