في لحظة تاريخية مليئة بالفرح والدموع، اجتاحت ملايين السوريين ميادين ومدن البلاد اليوم الجمعة للاحتفال بانتصار ثورتهم، وذلك في أول جمعة بعد هروب بشار الأسد وسقوط نظامه، في مشهد نادر يعكس طيفًا من الأمل والتفاؤل بعد سنوات من الصراع الدموي.

عمت المظاهرات أنحاء سوريا تحت شعار "جمعة النصر"، وشملت أهم المدن مثل دمشق، حماة، حمص، السويداء، درعا، اللاذقية وحلب، في يوم سيظل محفورًا في ذاكرة السوريين.

في مدينة السويداء ذات الأغلبية الدرزية، انطلقت مظاهرات ضخمة في ساحة الكرامة، حيث احتشد آلاف المواطنين في مشهد أذهل الجميع، وسط هتافات حماسية تحيي الثورة وتؤكد وحدة الشعب السوري.
وفي اللاذقية على الساحل الغربي، كانت شوارع المدينة تشهد حشودًا غفيرة من المحتفلين الذين رفعوا علم الثورة السورية مرددين الشعارات الثورية، مؤكدين أن النظام البائد لن يعود أبدًا.
 

دمشق.. أول صلاة جمعة بعد سقوط الأسد
   وفي العاصمة دمشق، حيث قلب النظام السوري لعقود من الزمن، أدى الآلاف من السوريين أول صلاة جمعة في الجامع الأموي بعد انهيار حكم الأسد.
وبخروجهم من المسجد، توجه الآلاف إلى ساحة الأمويين، المعروفة كمركز رئيسي للاحتجاجات منذ بداية الثورة، ليشهدوا واحدة من أكبر التظاهرات في تاريخ سوريا الحديث.

وكان المشهد في المسجد الأموي غير مألوف بالنسبة للعاصمة التي طالما كانت تحت قبضة النظام.
تجمع المتظاهرون، من رجال ونساء وأطفال، في باحة المسجد، وهم يحملون علم الثورة السورية ويهتفون بـ"واحد واحد واحد الشعب السوري واحد".
ارتفعت أصواتهم بهتافاتٍ تطالب بالحرية، وتؤكد التزامهم بمبادئ الثورة.
 

احتفالات نسائية.. زغاريد وأهازيج
   ولم تقتصر الاحتفالات على الرجال، بل شاركت النساء أيضًا في هذا اليوم التاريخي بطريقتهن الخاصة، أطلقت النساء الزغاريد ورددن الأهازيج التي تعبر عن الفرح العارم بالنصر، في مشهد يعكس حجم الأمل الذي يملأ قلوب السوريين في هذا اليوم.
 

دعوة للاحتشاد.. خطاب القائد العام الجديد
   في وقتٍ سابق من اليوم، ألقى أحمد الشرع، القائد العام للإدارة السورية الجديدة، كلمة حماسية دعا فيها الشعب السوري للنزول إلى الشوارع للاحتفال بإنجاز ثورتهم، مؤكداً أن هذا اليوم هو بمثابة البداية الجديدة لسوريا الحرة.
كما شدد على أهمية السلمية في الاحتجاجات، ودعا الجميع إلى الالتزام بالقوانين لضمان حماية الأرواح والممتلكات.
 

تحذيرات من تجاوزات.. الأمن العام في حالة استعداد
   وفي الوقت الذي كان فيه الاحتفال على أشده، أصدرت إدارة العمليات العسكرية تحذيرات للمحتفلين بعدم إطلاق الرصاص في الهواء، وأكدت أنها ستتعامل بحزم مع أي تجاوزات قد تحدث خلال المظاهرات.
جاء هذا البيان في إطار الجهود لضمان سلامة الجميع، مع التأكيد على أن الأمن العام سيبقى في حالة تأهب تام للحفاظ على النظام.
 

نهاية عهد طويل.. دمشق تحت سيطرة الفصائل السورية
   ومن الجدير بالذكر أنه في يوم 8 ديسمبر دخلت الفصائل السورية العاصمة دمشق بعد انسحاب قوات النظام من المؤسسات العامة والشوارع؛ وبذلك، انتهى عصر دام 61 عامًا من حكم حزب البعث و53 عامًا من حكم عائلة الأسد، ليبدأ عهد جديد من تاريخ سوريا.

شاهد الاحتفالات:

https://www.facebook.com/share/r/19cGYcThoG/
https://x.com/alrafidain_tv/status/1867544907226681604
https://x.com/essamashafy/status/1867484165093953802
https://x.com/omar_alharir/status/1867521029867765928
https://www.facebook.com/share/p/12CQzSZ2BWk/
https://x.com/moradabd/status/1867500246336782661
https://x.com/Hani_Alymani_/status/1867526739477639598
https://www.facebook.com/share/p/1A662XGnAZ/
https://x.com/snhan2021/status/1867545417069867252
https://x.com/shahid_mozdur/status/1867545051834069173
https://x.com/Baybars_lfc/status/1867544913941807264