عندما أطيح ببشار الأسد هذا الأسبوع، كان ذلك بمثابة نهاية سلالة حكمت سوريا لأكثر من 50 عامًا. ترك رحيل الأسد، في أعقاب هجوم المعارضة بقيادة هيئة تحرير الشام، تساؤلات حول مستقبله ومستقبل عائلته.
هروب الأسد إلى روسيا
منحته روسيا، حليفة الأسد منذ فترة طويلة، حق اللجوء "لأسباب إنسانية" بعد انهيار نظامه. كان دور الكرملين في الحرب الأهلية السورية مهمًا، حيث أدى تدخله العسكري في عام 2015 إلى تحويل المد لصالح الأسد. ومع ذلك، يبدو أن تركيز موسكو على الحرب في أوكرانيا جعل الأسد غير قادر على صد تقدم المتمردين نحو دمشق.
الأسد وعائلته موجودون الآن في موسكو، حيث يقال إنهم يمتلكون عقارات فاخرة اشتروها أثناء الحرب. إن علاقاتهم بروسيا عميقة؛ حيث إن الابن الأكبر للأسد، حافظ، يدرس الدكتوراه في المدينة. وفي حين أكد المسئولون الروس استضافة الأسرة، إلا أن الكرملين لا يزال صامتًا بشأن خطط لجوئهم طويلة الأجل.
عائلة الأسد
زوجة بشار الأسد، أسماء، هي مواطنة بريطانية سورية مزدوجة نشأت في لندن. وبجواز سفر بريطاني، يمكن لأسماء نظريًا العودة إلى المملكة المتحدة، لكن العقوبات الأمريكية على والدها، الدكتور فواز الأخرس، تجعل هذا الخيار غير مؤكد. وتشير التقارير إلى أن والدي أسماء موجودان أيضًا في موسكو لدعم ابنتهما.
للزوجين ثلاثة أطفال: حافظ، 22 عامًا وزين وكريم. وفي حين يظل مستقبل الأسرة غير واضح، فمن غير المرجح أن يغادروا روسيا، في ضوء الجهود القانونية الدولية لمقاضاة الأسد ونظامه.
مزاعم الفساد والاستفادة من الحرب
وقدر تقرير صادر عن وزارة الخارجية الأمريكية في عام 2022 ثروة عائلة الأسد بنحو 1-2 مليار دولار، مخبأة في حسابات خارجية وعقارات وشبكات شركات. وتُتهم أسماء بأنها شخصية رئيسة في هذه الشبكة، حيث وصفها وزير الخارجية الأمريكي السابق مايك بومبيو بأنها واحدة من أكثر المستفيدين من الحرب شهرة في سوريا.
ويقال إن أسماء كانت تسيطر على صندوق سوريا للتنمية، الذي كان يوجه المساعدات الدولية بينما كان يدير الأزمة الاقتصادية في سوريا. وامتد هذا النفوذ إلى القرارات المتعلقة بالإعانات وسياسات العملة، مما أكسبها لقب "رئيسة الأعمال في العائلة".
دعوات للمقاضاة
تدعو منظمات حقوق الإنسان إلى محاكمة الأسد بتهمة ارتكاب جرائم حرب، بما في ذلك الهجمات بالأسلحة الكيماوية، والقصف بالبراميل المتفجرة، والتعذيب. وحثت منظمة العفو الدولية المجتمع الدولي على ضمان المساءلة عن الجرائم المرتكبة في ظل نظامه.
أصدرت فرنسا مذكرة اعتقال بحق الأسد بموجب مبدأ الولاية القضائية العالمية، وربطته بهجوم كيماوي مميت في عام 2013. ولكن روسيا لا تسلم مواطنيها، ومن غير المرجح أن يسافر الأسد إلى بلد قد يواجه فيه المحاكمة.
الطريق إلى الأمام
في الوقت الحالي، يبدو الأسد وعائلته في أمان تحت الحماية الروسية. ولكن يبدو أن قدرتهم على التأثير على السياسة السورية أو استعادة السلطة غير مرجحة مع انتقال البلاد تحت قيادة المعارضة. وقد يستمر الضغط الدولي، ولكن لجوء الأسد إلى موسكو يسلط الضوء على التحديات المتمثلة في محاسبة القادة المعزولين على أفعالهم.