يتجه قطاع الصحة في السودان نحو الانهيار بسبب القتال المستمر بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع. تفاقمت الأزمة نتيجة أزمة إنسانية غير مسبوقة تتمثل في المجاعة وانعدام الأمن بعد أكثر من عامين ونصف من الحرب الأهلية.

ويعاني الأطباء من تحديات هائلة للحفاظ على تشغيل المستشفيات، حيث يُعد مستشفى الناو في أم درمان من آخر المرافق الطبية العاملة في المنطقة. ويقول الدكتور محمد موسى، طبيب عام في المستشفى: "لا خيار أمامنا سوى الاستمرار رغم أصوات إطلاق النار وغارات الطائرات التي تهز الأرض من تحتنا."

منذ اندلاع القتال في إبريل 2023، بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو (حميدتي)، قُتل عشرات الآلاف ونزح أكثر من 12 مليون شخص، مما جعلها "أكبر أزمة إنسانية في العالم" وفقًا للجنة الإنقاذ الدولية.

وفي مستشفى الناو، يعالج الطاقم الطبي إصابات خطيرة، منها جروح الرصاص والحروق وكسور العظام وحتى بتر الأطراف. أصغر المرضى يبلغ عمره أربعة أشهر فقط.

ووفقًا لتقرير من جامعة ييل وجمعية الأطباء السودانية الأمريكية، تضرر نصف مستشفيات ولاية الخرطوم البالغ عددها 87 بين إبريل 2023 وأغسطس 2024. وفي أكتوبر وحده، أبلغت منظمة الصحة العالمية عن 119 هجومًا على المرافق الصحية شملت القصف والهجمات المسلحة والنهب.

وتشير نقابة الأطباء السودانيين إلى أن 90% من المرافق الطبية في مناطق النزاع أُغلقت تمامًا أو تعمل بأدنى طاقتها، ما ترك ملايين الأشخاص بلا رعاية صحية أساسية. كما تم استهداف الأطباء بعنف، حيث قُتل 78 من العاملين الصحيين في أماكن عملهم أو منازلهم منذ تصاعد القتال.

يعاني السودان أيضًا من أزمة مجاعة حادة، حيث يواجه 26 مليون شخص الجوع الشديد. في مستشفى أطفال بأم درمان، يتم علاج ما يصل إلى 40 طفلًا مريضًا يوميًا، لكن ثلاثة أو أربعة يموتون يوميًا بسبب نقص الأدوية المنقذة للحياة.

وحذر متحدث باسم لجنة الصليب الأحمر الدولية من أن غياب المساعدات العاجلة سيؤدي إلى تدهور سريع في الخدمات الصحية. وأضاف الدكتور موسى: "على الرغم من أن الوضع لا يُحتمل أحيانًا، فإن واجبنا يحتم علينا الاستمرار في العمل من أجل من يعتمدون علينا."

https://www.middleeastmonitor.com/20241219-sudans-healthcare-sector-is-on-the-verge-of-collapse/