كشف موقع "ميدل إيست آي" البريطاني عن تفاصيل خطة سرية صهيونية-إماراتية تهدف إلى تقسيم سوريا إلى ثلاث مناطق جغرافية منفصلة، مع الإبقاء على النظام السوري بقيادة بشار الأسد تحت وصاية إماراتية.
تأتي هذه الخطة في سياق جهود إقليمية ودولية لإعادة تشكيل الخارطة السياسية في المنطقة، بما يتماشى مع المصالح الصهيونية والإماراتية.
تفاصيل الخطة الصهيونية- الإماراتية
بحسب التقرير، تضمنت الخطة تقسيم سوريا إلى ثلاث مناطق رئيسية: منطقة ذات نفوذ كردي في الشمال الشرقي، ومنطقة درزية في الجنوب، ومنطقة دمشق تحت إدارة الأسد بوصاية إماراتية، تضمن دعمه المالي والسيطرة عليه.
وأشار رئيس تحرير "ميدل إيست آي"، دافيد هيرست، إلى أن الهدف الأساسي من هذه الخطة كان تقليص النفوذ الإيراني وحزب الله، إضافة إلى الحد من التوسع التركي داخل الأراضي السورية.
لكن التطورات الميدانية أسفرت عن انهيار القوات الموالية للأسد، وسيطرة الثوار بقيادة هيئة تحرير الشام على العاصمة دمشق، مما أحبط تنفيذ هذا المخطط.
تفاصيل الساعات الأخيرة للأسد في دمشق
في الثامن من ديسمبر، ظهر رئيس الوزراء السوري محمد غازي الجلالي في مقطع فيديو يعلن استعداده لتسليم السلطة سلمياً.
وفقاً لمصادر أمنية، حاولت كل من الإمارات والأردن عرقلة تقدم هيئة تحرير الشام نحو دمشق عبر دعم الجيش السوري الحر والمجموعات المتحالفة معه للسيطرة على العاصمة قبل وصول الهيئة.
لكن الجلالي، الذي نُقل لاحقاً إلى فندق "فور سيزون" لتسليم السلطة، تراجع عن خطته بعد تواصل مباشر مع زعيم هيئة تحرير الشام، أحمد الشرع (أبو محمد الجولاني)، الذي نصحه بعدم الإقدام على هذه الخطوة.
ردود فعل الاحتلال الصهيوني وتحركات عسكرية
مع إدراكها لفشل الخطة، شرعت قوات الاحتلال الصهيوني في تدمير القدرات العسكرية السورية لمنع وصول أسلحة استراتيجية إلى أيدي القيادة الجديدة.
تضمنت هذه التحركات إغراق أسطول عسكري سوري في اللاذقية واحتلال مواقع استراتيجية مثل جبل الهرمل بالقرب من الحدود اللبنانية والجولان المحتل.
صرح وزير خارجية الاحتلال الصهيوني جدعون ساعر سابقاً أن سلطات الاحتلال تسعى إلى إقامة "تحالفات طبيعية" مع الأقليات في المنطقة، مشيراً إلى أهمية التواصل مع الكرد والدروز في سوريا ولبنان؛ لكن الأحداث الميدانية الأخيرة وضعت الاحتلال الصهيوني أمام تحديات متزايدة.
موقف الإمارات والأردن
تظهر وثائق وتقارير أن الإمارات كثفت اتصالاتها مع الأقليات السورية، بما في ذلك الجالية الدرزية، في إطار تعزيز نفوذها الإقليمي.
وذكرت مصادر أن رئيس دولة الإمارات، محمد بن زايد، التقى الزعيم الروحي للدروز في الكيان الصهيوني لمناقشة مستقبل المنطقة.
من جانبه، استضاف الأردن اجتماعاً للجنة الاتصال الوزارية العربية بشأن سوريا لمناقشة تطورات الوضع، مشدداً على أهمية "الإشراف على عملية الانتقال" ومكافحة الإرهاب.
معادلة إقليمية جديدة وتحديات الاحتلال الصهيوني
تشير التطورات الأخيرة إلى بروز معادلة إقليمية جديدة بقيادة تركيا والحكومة السورية الجديدة التي تتشكل تحت قيادة الإسلاميين السنة.
وقالت مصادر أمنية لموقع "ميدل إيست آي" إن هذا التحالف الجديد يعمق التحديات التي تواجه الاحتلال الصهيوني في المنطقة، خاصة مع توسع دائرة المواجهة مع العالم السني.
وأعرب أحمد الشرع عن استعداد الحكومة الجديدة للعمل على إعادة بناء البلاد وضمان تمثيل جميع الفصائل والطوائف، داعياً المجتمع الدولي إلى رفع العقوبات المفروضة على سوريا.
تداعيات إقليمية ودولية
وأكد تقرير "ميدل إيست آي" أن التدخلات الخارجية في سوريا زادت من تعقيد المشهد السياسي والعسكري في المنطقة.
ففي حين تسعى الإمارات والأردن إلى دعم استقرار سوريا بما يخدم مصالحهما، فإن تركيا تراقب بحذر تحركات الاحتلال الصهيوني والإمارات، معتبرة أنها تهديد مباشر لأمنها القومي.