في تقرير مثير للجدل نشرته صحيفة "جيروزالم بوست" العبرية، زعم باحثون صهاينة اكتشاف قصر أثري في منطقة تلول الذهب بالأردن، يرجع تاريخه إلى ما يسمونه بـ "عهد مملكة إسرائيل الشمالية"، ما أثار موجة من الانتقادات الحادة والغضب في الأوساط الأردنية.
 

الادعاء الصهيوني
أعلن الباحث الصهيوني إسرائيل فينكلشتاين، بالتعاون مع البروفيسور تالاي أورنان من الجامعة العبرية، عن نتائج أبحاثهم التي تشير إلى أن منطقة تلول الذهب الواقعة شرق نهر الزرقاء قد تكون الموقع التوراتي المعروف باسم "محنايم".
ووفقًا لفينكلشتاين، استندت هذه الاستنتاجات إلى تحليل ألواح حجرية مزخرفة بأسود ومشاهد مأدبة، وهو ما اعتُبر دليلًا على وجود هيكل ضخم يُعتقد أنه كان قصرًا أو بوابة لمجمع حكومي تم بناؤه قبل نحو 2800 عام.

وأوضح فينكلشتاين أن الكتل الحجرية المكتشفة تحمل سمات معمارية تشير إلى ارتباطها بفترة حكم مملكة إسرائيل الشمالية.
وأضاف أن الروايات التوراتية تُشير إلى أن مدينة "محنايم" كانت موقعًا لتتويج الملك إشبعل بن شاول، كمنافس للملك داوود، مما يعزز الادعاء بوجود ارتباط تاريخي وديني بالموقع.
 

الغضب الأردني
   أثارت هذه الادعاءات استياءً كبيرًا في الأردن، حيث اعتبرها العديد من النشطاء محاولة صهيونية لتزييف التاريخ وتبرير أي مطالب مستقبلية بالسيطرة على الأراضي الأردنية.
وطرحوا تساؤلات حول كيفية وصول باحثي الاحتلال إلى الموقع وإجرائهم دراسات دون رقابة أو تصريح رسمي.

في هذا السياق، طالب ناشطون الحكومة الأردنية بتشديد الرقابة على المواقع الأثرية، والتحقق من جنسية وأهداف الباحثين العاملين فيها.
وأكدوا أن مثل هذه الادعاءات تهدد التراث الثقافي الأردني وتثير مخاوف بشأن استغلال الآثار لغايات سياسية.
 

تاريخ المنطقة
   تقع منطقة تلول الذهب في وادي نهر الزرقاء شمال غرب العاصمة الأردنية عمان، وهي معروفة بتاريخها العريق الذي يمتد منذ العصر البرونزي وحتى العصور القديمة المتأخرة.
وتعد المنطقة موقعًا أثريًا مهمًا، حيث أُجريت فيها حفريات عديدة منذ عام 2005، بمشاركة فريق دولي من علماء الآثار بقيادة جامعة دورتموند للتكنولوجيا ودائرة الآثار الأردنية.
 

أبعاد سياسية وثقافية
   لا تُعد هذه المرة الأولى التي يثير فيها الصهاينة قضايا تتعلق بالتراث الثقافي في المنطقة، ففي عام 2011، تصاعد الجدل حول اختفاء رقاقات معدنية قديمة من الأردن وظهورها داخل الكيان الصهيوني.
هذه الحوادث تعكس التوتر المستمر بين البلدين فيما يخص التراث الثقافي.
 

دعوات للحماية
   دعا خبراء أردنيون إلى تعزيز الجهود الوطنية لحماية المواقع الأثرية في البلاد، وأكدوا ضرورة التعاون مع المنظمات الدولية لمنع أي محاولات لتزييف التاريخ أو استغلال الآثار لأهداف سياسية.
كما شددوا على أهمية الحفاظ على التراث الثقافي كجزء من الهوية الوطنية الأردنية.

https://x.com/ralamad24/status/1870865607551578571