في حادثة مؤلمة تُلقي الضوء على محنة المهاجرين غير الشرعيين، عثرت السلطات البلغارية على جثث ثلاثة شبان مصريين في غابات ستراندجا على الحدود مع تركيا.
الحادث الذي يتكرر بشكل مأساوي كل عام، يسلط الضوء على التحديات الخطيرة التي تواجه المهاجرين في رحلاتهم المحفوفة بالمخاطر.
تفاصيل المأساة
وفقًا لتقارير إعلامية، تلقت السلطات استغاثات من الشبان الثلاثة بعد أن تقطعت بهم السبل في الغابة، ورغم إرسال إشارات استغاثة متعددة إلى السلطات، لم تصل فرق الإنقاذ في الوقت المناسب لإنقاذهم.
وأفادت مؤسسة إنقاذ دولية أن نشطاء حاولوا التدخل لتقديم المساعدة، لكن السلطات منعتهم من الوصول إلى الموقع.
الإشارة الأولى للاستغاثة كانت عند الساعة 1:35 صباحًا يوم 27 ديسمبر، وبعدها توالت خمس مكالمات إضافية على مدار 24 ساعة.
رغم هذه النداءات، عُثر على الشبان الثلاثة متوفين؛ أحدهم، البالغ من العمر 15 عامًا، كان أول من أُبلغ عن فقدانه، فيما تم العثور على الآخرين لاحقًا.
وتتراوح أعمار الضحايا بين 15 و17 عامًا، ما يعكس صغر سنهم وضعفهم أمام الظروف القاسية.
دور المهربين
أوضحت التحقيقات أن الشبان كانوا جزءًا من مجموعة تهريب بشر يقودها مهربون عبروا الحدود بطريقة غير قانونية.
والمهربون تركوا الشبان الثلاثة يواجهون مصيرهم في الغابات، مما أدى إلى وفاتهم نتيجة للظروف الجوية القاسية ونقص الطعام والماء.
انتقادات لاذعة للسلطات
الواقعة أثارت موجة من الانتقادات للسلطات البلغارية، حيث تم اتهامها بالتقصير في التعامل مع الاستغاثات الواردة.
ومنظمة إنقاذ دولية أكدت أن فريقًا من النشطاء كان مستعدًا للوصول إلى الموقع وتقديم المساعدة، إلا أن السلطات منعتهم من ذلك دون تقديم تفسير واضح.
حادث متكرر ومأساة مستمرة
حادثة مصرع الشبان المصريين ليست الأولى من نوعها في منطقة ستراندجا.
العشرات من المهاجرين فقدوا حياتهم في هذه الغابات خلال محاولتهم عبور الحدود بين بلغاريا وتركيا، والعديد من الجثث تظل غير مكتشفة، مما يجعل هذه المنطقة واحدة من أخطر المسارات للمهاجرين.