جامعة القاهرة تحيل أستاذًا للتحقيق بسبب قصيدته عن سوريا
الثلاثاء 7 يناير 2025 11:30 م
في خطوة لاقت الكثير من الاستنكار والتساؤلات، قررت جامعة القاهرة إحالة الدكتور السيد علي خلف، الأستاذ في قسم التاريخ الإسلامي بكلية دار العلوم، إلى التحقيق بعد إلقائه قصيدة عن سوريا خلال محاضرة دراسية.
الحادثة تأتي في سياق تشديد حكومة السيسي موقفها ضد أي إشارات داعمة للثورة السورية أو الانتقادات الموجهة للنظام السوري، وهو ما يثير تساؤلات حول دور الجامعات في نشر الأفكار بحرية، خاصة في قضايا شائكة مثل الثورة السورية.
التحقيق مع أستاذ بسبب قصيدة عن سوريا
في تصريحات صحفية، أفاد مصدر مسئول بجامعة القاهرة أن التحقيق مع الدكتور علي خلف لم يكن نتيجة مباشرة لإلقائه القصيدة عن سوريا، بل يعود ذلك لأسباب أكاديمية أخرى، حيث رأت الكلية أن ما قام به يتعارض مع الأعراف الأكاديمية التي يتوجب على أعضاء هيئة التدريس الالتزام بها، ومع ذلك، أكد المصدر أنه لم يتم حتى الآن بدء التحقيق معه، وأن التحقيق سيجرى في الأيام المقبلة.
وقد أثار هذا الإجراء تساؤلات حول مدى الحريات الأكاديمية في مصر، خصوصًا في ظل هذه الممارسات التي يمكن أن تثير قلق أي أكاديمي يود التعبير عن مواقفه الشخصية أو السياسية في سياقاته التعليمية.
موقف حكومة السيسي من الثورة السورية
منذ اندلاع الثورة السورية، اتخذت الحكومة بقيادة عبد الفتاح السيسي موقفًا معاديًا تجاه الثورة السورية والشعب السوري، وهو ما بدا جليًا من خلال سلسلة من السياسات والإجراءات التي اتخذتها.
ففي البداية، حظرت السلطات الاحتفالات بنجاح الثورة السورية في القاهرة، كما اعتقلت العديد من الناشطين الذين نظموا تلك الفعاليات، ولم تقتصر الإجراءات على ذلك فحسب، بل قام النظام بترحيل بعض من هؤلاء الناشطين إلى دول أخرى، كما فرضت الحكومة قيودًا صارمة على دخول السوريين إلى الأراضي المصرية، بما في ذلك فرض "الموافقة الأمنية" التي تكلف الشخص الواحد أكثر من ألف دولار.
ومن جهة أخرى، تواصل وسائل الإعلام المصرية الموالية لحكم السيسي الهجوم على الإدارة السورية الجديدة، بقيادة أحمد الشرع، معتبرة أن الدولة السورية قد انتهت بعد سقوط بشار الأسد
وقد أثارت هذه الحملة الإعلامية تساؤلات حول التوجهات السياسية لمصر في المنطقة، وتخليها عن دورها التقليدي في دعم القضايا الإقليمية الكبرى، خصوصًا بعد عدم إرسال مصر أي مبعوث رسمي إلى سوريا أو استقبال مسئولين سوريين منذ بداية الثورة، وهو ما عكس بشكل أو بآخر قطيعة تامة بين حكم السيسي والمستجدات السورية.