قالت تقارير إن جوزيف عون، 70 عاما، الرئيس اللبناني الجديد، هو خامس عسكري يصل إلى قصر الرئاسة المعرف ب"قصر بعبدا"، بعد 12 جلسة انتخابية على مدى عامين، كان آخرها في 14 يونيو 2023، جميعها انتهت بالإخفاق.
أعاد رئيس مجلس النواب، نبيه بري، تحديد موعد جديد لجلسة انتخاب الرئيس في 9 يناير، لتتحول إلى محطة مفصلية في المشهد السياسي اللبناني.
وتركزت الجهود على دعم عون كمرشح توافقي يحظى بقبول إقليمي ودولي، خصوصاً في ظل التوترات الإقليمية المتصاعدة، وآخرها المواجهة العسكرية بين حزب الله والاحتلال الصهيوني.
ووفقاً لترويكا الطائف جرى العرف السياسي في لبنان، على أن يكون رئيس الجمهورية مسيحياً من الطائفة المارونية، في حين يعود منصب رئاسة الحكومة للطائفة السنية، ورئاسة مجلس النواب للطائفة الشيعية.
وتستمر ولاية رئيس الجمهورية لست سنوات، ولا يجوز إعادة انتخابه إلا بعد مرور ست سنوات.
ومن مهام جوزيف عون المرتقبة بحسب تقارير؛ تثبيت الاستقرار في لبنان وتطبيق اتفاق وقف إطلاق النار في الجنوب اللبناني، لاسيما القرار 1701، بما يشمل سحب سلاح حزب الله.
وبعد ما يزيد عن عامين من شغور منصب الرئاسة اللبنانية منذ نهاية ولاية ميشال عون وتعطّيل حزب الله الانتخابات الرئاسية نتيجة تمسكه بدعم ترشيح سليمان فرنجية، المعروف بعلاقاته الوثيقة مع النظام السوري قبل سقوطه، حيث حال غياب الإجماع النيابي دون نجاحه في الوصول إلى الرئاسة.
وقبل ساعات من جلسة الخميس الماضي، أعلن فرنجية انسحابه من السباق الرئاسي، مؤكداً أنه لم يكن يوماً عقبة أمام عملية الانتخاب.
كما أعرب عن دعمه لعون، مشيداً بخصاله وقدرته على الحفاظ على "هيبة موقع الرئاسة الأولى".
وحصل عون في الدورة الأولى على 71 صوتاً فيما كان المطلوب للفوز 86 صوتاً.
أما بقية الأصوات فتوزعت على النحو الآتي: 37 ورقة بيضاء، 14 صوتاً لصالح "السيادة والدستور"، صوتان لشبلي الملاط، و4 أوراق ملغاة، حيث أن نواب حركة أمل وحزب الله والتيار الوطني الحر امتنعوا عن التصويت لصالح عون.
وفي الدورة الثانية التي انعقدت بعد ساعتين من انتهاء الدورة الأولى حصد عون تأييد 99 نائباً، فيما صوت 9 نواب بورقة بيضاء، كما صوت 12 نائبا بورقة "السيادة والدستور"، وحصد شبلي الملاط على صوتين، أما الأوراق الملغاة فبلغت 5، حيث صوت له حزب الله وحركة أمل في هذه الدورة.
واعتبرت تقارير أن امتناع نواب حزب الله وحركة أمل عن التصويت لقائد الجيش في الدورة الأولى، في خطوة اعتبرت رسالة سياسية مفادها أن أي اتفاق خارجي لن يتمكن من إيصال رئيس للجمهورية دون موافقتهما ومشاركتهما الفعلية.
وعبّر التيار الوطني الحر عن رفضه لانتخاب عون، معللاً ذلك بأن انتخابه يتطلب تعديلاً دستورياً، مما يعني أن المضي في انتخابه يعدّ خرقاً للدستور وفق موقف التيار.
ورفض الثنائي الشيعي بداية لترشيح عون، كونه المرشح الأكثر تفضيلاً لدى الأميركيين ودول عديدة.
وبعد كلام أمين عام حزب الله، نعيم قاسم، ان "الإلغائيين لا فرصة لهم، والمستقوون بالأجانب لن يتمكنوا من تمرير هذا الاستحقاق باستقوائهم"، عاد مسؤول وحدة الارتباط والتنسيق في حزب الله، وفيق صفا، ليشير إلى أن الفيتو الوحيد الذي يضعه حزب الله هو على رئيس حزب القوات اللبنانية، سمير جعجع.
قائد الجيش
وولد جوزيف عون في عام 1964 في منطقة سن الفيل، ويحمل إجازتين، في العلوم السياسية وأخرى في العلوم العسكرية، ويتقن اللغتين الفرنسية والإنجليزية.
ووصل جوزيف عون من قيادة الجيش مباشرة إلى رئاسة الدولة، حيث التحق بالكلية الحربية عام 1983، وشغل منصب قائد الجيش منذ 8 مارس 2017 حتى اختياره رئيسا.
وكان من مهام عون ترسيخ الجيش كضمان للاستقرار بعيداً عن الصراعات السياسية، وخلال انتفاضة 17 ديسمبر 2019 ضد الطبقة الحاكمة، حرص عون على نشر الجيش لحماية التظاهرات السلمية، مع الحرص على حماية المؤسسات العامة والخاصة.
ولعب الجيش بقيادة عون دوراً محورياً في احتواء أزمات كادت تعيد لبنان إلى مربع الحرب الأهلية، من أبرز هذه الأزمات كانت اشتباكات الطيونة في أكتوبر 2021، حيث تدخل الجيش لوقف الصدام بين أنصار "حزب الله" و"القوات اللبنانية" على خلفية التحقيق بانفجار مرفأ بيروت، حيث سقط خلاله عدد من القتلى من أنصار "حزب الله".
وتمكن الجيش من السيطرة على الاشتباكات في منطقة الكحالة المسيحية شرق بيروت في أغسطس 2023، التي اندلعت بين أبناء المنطقة وعناصر من حزب الله بعد انقلاب شاحنة تحمل أسلحة للحزب، مما أدى إلى سقوط قتيل من الكحالة وأحد عناصر حزب الله.
وبرز اسمه خلال محطات عدة، من أبرزها قيادته لعملية "فجر الجرود"، حيث نجح الجيش تحت قيادته في طرد مسلحي "داعش" و"جبهة النصرة" من الحدود الشرقية للبنان.
وحافظ عون على تعزيز علاقاته مع الولايات المتحدة، الداعم الرئيسي للجيش، وتجنب التصعيد مع حزب الله.
كما اكتسب تقدير الدول العربية، خصوصاً السعودية، التي رأت فيه شخصية قادرة على المساهمة في استقرار لبنان.
وتم التمديد للعماد جوزيف عون مرتين، الأولى في ديسمبر 2023 عندما صدق البرلمان اللبناني على اقتراح قانون يمدد بموجبه ولاية قائد الجيش لعام إضافي، والثانية في نوفمبر 2024.
رؤساء عسكريين
ومع انتهاء ولاية الرئيس إلياس الهراوي، الذي تولى الرئاسة في 24 نوفمبر 1989 عقب انتهاء الحرب الأهلية، والتي جددت ولايته لثلاث سنوات حتى عام 1998، شهدت الانتخابات الرئاسية تحولاً بارزاً مع وصول قادة الجيش فقط إلى قصر بعبدا، فقبل هذه الفترة، لم ينتخب قائد للجيش لرئاسة الجمهورية سوى فؤاد شهاب.
وبعد حقبة الهراوي، كانت البداية مع انتخاب العماد إميل لحود في 15 أكتوبر 1998، الذي أتى من قيادة الجيش إلى رئاسة الجمهورية مباشرة، وقد عرف عهده بتمديد ولايته حتى 2007، قبل أن يدخل لبنان في شغور رئاسي استمر ستة أشهر.
هذا الشغور، الذي أعقب نهاية ولاية لحود في 24 نوفمبر 2007، صاحبه تصعيد سياسي وأمني بلغ ذروته في أحداث 7 مايو 2008. انتهت هذه الأزمة بتوقيع "اتفاق الدوحة"، الذي مهّد الطريق لانتخاب العماد ميشال سليمان رئيساً للجمهورية في 25 مايو 2008، وهو الآخر أتى من قيادة الجيش إلى رئاسة الجمهورية مباشرة.
وقد عدّل الدستور اللبناني لانتخاب كل من فؤاد شهاب وإميل لحود، أما انتخاب ميشال سليمان فلم يحتاج إلى ذلك، لأنه جاء بأكثرية الثلثين أي 86 صوتاً.
ومع انتهاء ولاية سليمان في 24 مايو 2014، دخل لبنان في فراغ رئاسي استمر عامين ونصف العام. خلال هذه الفترة، عقد البرلمان 46 جلسة دون التمكن من انتخاب رئيس، إلى أن انتخب ميشال عون رئيساً في 31 أكتوبر 2016، وحينما وصل إلى الرئاسة كان مستقيلاً من منصبه قبل سنوات.
في 31 أكتوبر 2022، انتهت ولاية عون ليجد لبنان نفسه في أزمة شغور جديدة. دعا بري إلى 12 جلسة انتخابية على مدى عامين، آخرها في 14 يونيو 2023، لكنها جميعاً باءت بالفشل، قبل أن تنجح جلسة اليوم في إنهاء الشغور الرئاسي.
وجهتي نظر
وعبر معسكر الثورة المضادة عن سعادته بانتخاب جوزيف عون رئيسا في لبنان، عمود خيمة الأذرع الإعلامية.
عمرو أديب هنأ الشعب اللبناني بمناسبة انتخاب البرلمان لقائد الجيش جوزيف عون، رئيسًا للجمهورية، بعدما صوت لصالحه 99 نائبًا من أصل 128، وكتب في تدوينة عبر صفحته الرسمية بمنصة "إكس": "مبروك لبنان، تستحق الاستقرار، تستحق الاستمرار، بلد متميز بحق، عاش العذاب والويل، والآن الجغرافيا والواقع والحقيقة كلها ترشحه لحياة عادية كريمة مثل أي دولة في العالم.. آن أوان لبنان راجع راجع بإذن الله، بدون مغالبة بدون تمييز، لبنان لكل اللبنانيين بالقانون والدستور".
أما الحقوقي د. أسامة رشدي @OsamaRushdi، فكتب "انتخاب الرئيس #جوزيف_عون رئيسا ل #لبنان اليوم يؤكد ما سبق وقلناه لماذا اختطفت العصابة بسرعة #الشاعر_عبدالرحمن_القرضاوي وبدون السماح له بالطعن امام القضاء، وارسلوه للإمارات العبرية، قبل ان تخرج السلطة من أيديهم.. لم يمارسوا السلطة كدولة ولكن كعصابة مافيا .. وربما يستمر تو لا يستمر ميقاتي في رئاسة الحكومة لكن في كل الأحوال العار يلاحقهم
https://x.com/OsamaRushdi/status/1877349823042765064/photo/1