رصدت منظمة "جوار" الحقوقية، ثاني حالة وفاة في سجون قائد الانقلاب عبد الفتاح السيسي، نتيجة الإهمال الطبي، منذ مطلع العام الجاري.

وأفادت المنظمة في بيان "توفي المعتقل - السجين السياسي - سعد السيد السيد مدين، البالغ من العمر 57 عامًا، من قرية العزيزية بمركز منيا القمح بمحافظة الشرقية، أثناء احتجازه في سجن برج العرب، وجاءت الوفاة نتيجة الإهمال الطبي المتعمد وسوء أوضاع الاحتجاز التي فاقمت حالته الصحية".

وتابعت المنظمة "يأتي ذلك في ظل استمرار النظام في التنكيل بالمعتقلين، واتباع سياسات ممنهجة من الإهمال الطبي وظروف الاحتجاز غير الآدمية التي تحصد الأرواح يومًا بعد يوم، إن هذه الحادثة ليست إلا شاهدًا جديدًا على انتهاكات مستمرة يرفض أصحابها الاعتبار من مصائر الظالمين". 

واختتمت المنظمة بيانها المقتضب بـ"هذا الظالم الذي ينال من أعمار الأبرياء يظن أنه خالد، لكن الأيام أثبتت أن لكل طاغية نهاية، اليوم تُطوى صفحات الظالمين في سورية، وغدًا ستُفتح في مصر أبواب الحرية والعدالة".

https://web.facebook.com/photo.php?fbid=1020540283446915

وترمز المنظمات الحقوقية إلى السجناء السياسيين في مصر بـ"المعتقلين"، ويقصد بهم من ألقي القبض عليهم بموجب قوانين مثل "الإرهاب والتظاهر والطوارئ"، فضلًا عن المحالين إلى المحاكمة أمام القضاء العسكري وأمن الدولة عليا طوارئ، باتهامات تتعلق بـ"الانضمام أو تأسيس جماعات إرهابية، ونشر وبث أخبار كاذبة، وتحريض على العنف، وإضرار بالأمن والسلم الاجتماعي"، وغيرها.

وكانت الشبكة المصرية لحقوق الإنسان قد أعلنت عن أول حالة وفاة في العام الجاري، للسجين السياسي، عبد السلام صدومة، بعد تدهور حالته الصحية وظروف حبسه القاسية، بعد معاناة مع مرض السرطان. وقد نُقل إلى مستشفى أم المصريين بمحافظة الجيزة بعد تدهور حالته الصحية، حيث لفظ أنفاسه الأخيرة يوم الخميس، الموافق الثاني من يناير.

وكانت منظمات حقوقية، قد رصدت على مدار العام 2024، أكثر من 50 حالة وفاة بين السجناء السياسيين، في السجون ومقار الاحتجاز المختلفة، نتيجة الإهمال الطبي المتعمد، وأوضاع الحبس المزرية.

بينما سجل عام 2023، طبقًا لرصد منظمات حقوقية، 32 حالة وفاة في السجون ومقار الاحتجاز المختلفة، أغلبهم لسجناء سياسيين. وعام 2022، توفي 52 سجينًا، إما نتيجة الإهمال الطبي المتعمد، أو البرد، أو الوفاة الطبيعية في ظروف احتجاز مزرية وغير آدمية، تجعل الوفاة الطبيعية في حد ذاتها أمرًا غير طبيعيًا. كما أدى الإهمال الطبي وسوء أوضاع الاحتجاز لوفاة 60 محتجزًا داخل سجون ومقار احتجاز السيسي، خلال عام 2021.