أكد رئيس حكومة السيسي، مصطفى مدبولي، أن الحرب في غزة وما ترتب عليها من تداعيات لا تزال تلقي بظلالها الثقيلة على الممر المائي الاستراتيجي.
وخلال مؤتمر صحفي عقده أمس الأربعاء، أشار مدبولي إلى أن عودة معدلات عبور السفن إلى مستوياتها السابقة قد تتحقق بدءًا من أبريل المقبل، في حال استمرار سريان اتفاق وقف إطلاق النار في القطاع، والانتقال إلى المرحلة الثانية من جهود التسوية.
 

خسائر كبيرة في الإيرادات
   تأثرت قناة السويس بشكل مباشر جراء الأحداث الإقليمية المتسارعة، إذ تكبّدت خسائر فادحة في إيراداتها خلال عام 2024، حيث بلغت نسبة التراجع أكثر من 60% مقارنة بعام 2023.
كما انخفضت الإيرادات بنسبة 61.2% لتصل إلى 931.2 مليون دولار في الفترة بين يوليو وسبتمبر 2024، وذلك نتيجة انخفاض حركة السفن العالمية.

وأوضح مدبولي أن الأزمة لم تقتصر على القناة فقط، بل امتدت إلى حركة التجارة البحرية العالمية، وذلك بسبب الهجمات التي نفذتها جماعة الحوثي اليمنية على سفن تجارية وحربية مرتبطة بإسرائيل في البحر الأحمر.

وأدت هذه الهجمات إلى اضطراب خطير في الملاحة الدولية، مما دفع العديد من الشركات الكبرى إلى تغيير مساراتها واختيار طريق رأس الرجاء الصالح، رغم كونه أطول وأعلى تكلفة مقارنة بعبور قناة السويس.
 

حل القضية الفلسطينية مفتاح الاستقرار
   لم يغفل مدبولي الإشارة إلى الأبعاد السياسية للأزمة، حيث أكد أن منطقة الشرق الأوسط لن تشهد استقرارًا حقيقيًا دون حل دائم وعادل للقضية الفلسطينية، مشددًا على ضرورة إقامة دولة فلسطينية على حدود الرابع من يونيو 1967، وعاصمتها القدس الشرقية.
وأوضح أن أي حلول مؤقتة أو مهدئات لن تؤدي إلا إلى استمرار حالة عدم الاستقرار في المنطقة.

وأضاف مدبولي أن هناك إدراكًا دوليًا متزايدًا لأهمية إيجاد حل للقضية الفلسطينية، وهو ما يتطلب تعاونًا عربيًا وإسلاميًا مع المجتمع الدولي لترجمة قرارات القمة العربية الأخيرة إلى خطوات عملية ملموسة.
وفي هذا السياق، كشف عن استعداد مصر لاستضافة مؤتمر إعادة إعمار غزة في أبريل المقبل، بالتعاون مع السلطة الفلسطينية، وموافقة الدول العربية.