منذ سقوط نظام الأسد، سعت العديد من القوى الدولية والإقليمية إلى التأثير على مسار سوريا الجديدة، وعلى رأسها كيان الاحتلال والنظام الإماراتي الداعم للاحتلال الصهيوني، وبينما حاولت تل أبيب فرض مشاريعها التوسعية، عملت الإمارات على زعزعة الاستقرار عبر دعم الميليشيات وإثارة الانقسامات، لكن القيادة السورية أثبتت قدرتها على إفشال تلك المؤامرات، مما جعل سوريا اليوم أكثر قوة ووحدة من أي وقت مضى.
 

المخطط الصهيوني-الإماراتي.. وأهدافه الخفية
   لم يكن خافيًا أن سلطات الاحتلال الصهيوني، مدعومة بحلفائها، سعت إلى استغلال الأزمات داخل سوريا لضمان بقائها في حالة فوضى دائمة، وبدورها، لعبت الإمارات دورًا مشابهًا لما قامت به في السودان، حيث ضخت الأموال لدعم الفصائل المسلحة وعرقلة الجهود الوطنية لإعادة بناء الدولة، غير أن هذه المحاولات اصطدمت بواقع جديد فرضته القيادة السورية التي تصدت لكل أشكال التدخل الخارجي.
 

اتفاق تاريخي يعيد سوريا إلى مسار الوحدة
في خطوة استراتيجية، تمكنت القيادة السورية من التوصل إلى اتفاق تاريخي مع قوات سوريا الديمقراطية (قسد)، ممثلة بقائدها مظلوم عبدي، وهو اتفاق يشكل تحولًا مهمًا نحو توحيد البلاد.

أبرز بنود الاتفاق:

  • ضمان حقوق جميع السوريين، بمن فيهم الأكراد، ضمن إطار الدولة السورية الموحدة.
  • وقف إطلاق النار بالكامل وإنهاء جميع العمليات العسكرية الداخلية.
  • دمج مؤسسات قسد المدنية والعسكرية ضمن مؤسسات الدولة.
  • استعادة الحكومة للمعابر الحدودية والمرافق الاستراتيجية.
  • تسهيل عودة النازحين وضمان أمنهم.
  • التعاون في مواجهة التهديدات الأمنية ومنع أي مشاريع انفصالية.
  • تشكيل لجان تنفيذية لضمان تنفيذ الاتفاق ضمن جدول زمني واضح.

هذا الاتفاق لم يكن مجرد ورقة تفاهم، بل خطوة عملية لتوحيد سوريا وإعادة ترتيب المشهد الداخلي بما يضمن استقرارها.
 

السويداء.. ضربة جديدة للمخطط الصهيوني-الإماراتي
   إحدى الجبهات التي حاولت القوى الخارجية استغلالها كانت محافظة السويداء، حيث سعى الاحتلال الصهيوني والإمارات إلى خلق كيان درزي مستقل موالٍ لتل أبيب، لكن القيادة السورية تعاملت بحنكة مع الأزمة، حيث تم التوصل إلى تفاهمات مع الزعامات الدرزية الوطنية، مما أدى إلى إحباط هذا المشروع وإعادة دمج المحافظة ضمن الإطار الوطني.
 

الاحتلال يفشل في استثمار الفوضى.. والقيادة السورية تُثبت نضجها السياسي
   حاول الاحتلال الصهيوني، من خلال جماعات الضغط في واشنطن، عرقلة المسار السياسي الجديد لسوريا، لكن دمشق أثبتت مرونة كبيرة في التعامل مع التحديات، مما عزز من شرعيتها الداخلية وأثبت أنها قادرة على المضي قدمًا في إعادة بناء الدولة.
 

المستقبل السوري.. الطريق لا يزال طويلًا لكن الوحدة تترسخ
   رغم أن التحديات لم تنتهِ بعد، إلا أن سوريا الجديدة أثبتت أنها قادرة على فرض سلطتها على كامل أراضيها. ومع نجاح اتفاق قسد، وحل أزمة السويداء، أصبح واضحًا أن مخططات التقسيم لم تحقق أهدافها.

كما فشلت الإمارات في تمزيق السودان عبر دعمها لقوات الدعم السريع، وكما فشل الاحتلال الصهيوني في إنهاء المقاومة الفلسطينية، فشل أيضًا في تحقيق أهدافه داخل سوريا.

الطريق طويل، لكن سوريا اليوم تملك زمام المبادرة، وتسير بخطى ثابتة نحو بناء دولة قوية، مستقلة، وموحدة، رغم أنف المتآمرين.