في تصعيد خطير يستهدف الإعلام الفلسطيني، أصدرت الولايات المتحدة الأمريكية وعدد من الدول الأوروبية قرارًا مشتركًا يقضي بحجب قناة "الأقصى" الفضائية عن جميع الأقمار الصناعية في 14 مارس الماضي، القرار الذي أثار موجة استنكار واسعة في الأوساط الفلسطينية والعربية، تضمن فرض عقوبات مالية صارمة على أي قمر صناعي يستمر في بث القناة، مع تهديدات بتوجيه اتهامات "دعم الإرهاب" للشركات المشغلة.
طمس الحقيقة وتكميم الأفواه
تأتي هذه الخطوة في إطار الجهود الغربية المستمرة لفرض تعتيم إعلامي على الجرائم المرتكبة في قطاع غزة، حيث لعبت قناة "الأقصى" دورًا بارزًا في نقل وقائع العدوان الإسرائيلي والمجازر اليومية بحق المدنيين.
ويرى المحلل السياسي رأفت نبهان أن القرار يعكس مدى تأثير القناة في فضح الرواية الإسرائيلية، مؤكدًا أن الإعلام الفلسطيني أصبح يشكل تهديدًا حقيقيًا للسردية التي يسوقها الاحتلال وحلفاؤه الغربيون.
وأضاف نبهان أن استهداف قناة "الأقصى" ليس سوى امتداد لسلسلة محاولات سابقة لإسكات الإعلام المقاوم، سواء عبر القتل المباشر للصحفيين أو استهداف المؤسسات الإعلامية.
https://x.com/khaberni/status/1900615761971880146
استهداف ممنهج للإعلام الفلسطيني
في السياق ذاته، أوضح المختص في الإعلام الرقمي سائد حسونة أن قرار الحجب يعكس استهدافًا ممنهجًا للإعلام الفلسطيني وسردية القضية، معتبرًا أن هذه الخطوة جزء من حرب مفتوحة ضد المحتوى الفلسطيني، تشمل القمع الميداني والتضييق الرقمي ومنع وصول الرواية الفلسطينية إلى الجمهور العالمي.
وأكد حسونة، في تصريح خاص، أن القرار يعكس ازدواجية المعايير الغربية في التعامل مع حرية الصحافة، حيث يتم الترويج للرواية الصهيونية بشكل حصري، بينما يتم قمع الإعلام الفلسطيني بكافة الوسائل الممكنة.
https://x.com/AFYemeni/status/1900642099894071421
إدانات حقوقية ودعوات للتحرك الدولي
أثار القرار موجة إدانات واسعة من قبل منظمات حقوقية وإعلامية عربية ودولية، اعتبرته انتهاكًا صارخًا لحرية التعبير ومحاولة لخنق الرواية الفلسطينية. وأكد الحقوقي صلاح عبد العاطي، رئيس الهيئة الدولية لدعم حقوق الشعب الفلسطيني "حشد"، أن تهديد الشركات المستضيفة لقناة "الأقصى" بعقوبات مالية صارمة يمثل انتهاكًا واضحًا لحرية الرأي والتعبير، مشيرًا إلى أنه يتعارض مع القوانين الدولية التي تكفل الحماية للصحفيين ووسائل الإعلام، خصوصًا خلال النزاعات المسلحة.
وأوضح عبد العاطي، في تصريح خاص، أن القرار يأتي في سياق الجرائم المستمرة بحق الصحفيين الفلسطينيين، والتي أسفرت عن استشهاد 209 صحفيين، من بينهم 25 صحفيًا من قناة "الأقصى" وحدها.
https://x.com/FZxiPmFElv2a6pM/status/1900620724563571058
حماس: استهداف مباشر للإعلام الفلسطيني
من جهتها، أدانت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) القرار الأمريكي-الأوروبي، واعتبرته انتهاكًا صارخًا لحرية الإعلام وحق الشعب الفلسطيني في إيصال صوته إلى العالم.
وقالت الحركة، في بيان رسمي، إن القرار يعكس محاولات الاحتلال المستمرة لتكميم الأفواه وتضييق الخناق على وسائل الإعلام التي تفضح إرهابه المنظم بحق الأرض والمقدسات الفلسطينية. وأضافت أن الحجب يأتي ضمن السياسات القمعية التي ينتهجها الاحتلال، بدءًا من منع الصحفيين الدوليين من دخول غزة، وصولًا إلى استهداف الصحفيين الفلسطينيين بالقتل والاعتقال.
وأكدت الحركة أن محاولات إسكات الإعلام الفلسطيني باءت بالفشل، مشددة على أن الرواية الفلسطينية ستظل صامدة رغم كل محاولات الطمس والتضييق.