قرر الممرض الأمريكي ويلي ماساي أن يتخذ قرارًا غير متوقع قلب حياته رأسًا على عقب. فبينما ذهب إلى غزة متطوعًا لعلاج المصابين جراء العدوان الإسرائيلي، عاد منها مسلمًا يحمل في قلبه إيمانًا جديدًا وقناعة راسخة بتجربة غيرت نظرته للعالم والدين.
من دراسة الكهنوت إلى البحث عن الحقيقة
لم يكن ماساي غريبًا عن الدين، فقد درس في المعهد الديني وكان يطمح لأن يصبح كاهنًا كاثوليكيًا، لكنه وجد نفسه متسائلًا أمام مشاهد الإيمان الراسخ لدى الفلسطينيين.
يقول ماساي: "كل مرة أذهب فيها إلى غزة أرى إيمان الفلسطينيين، وأتساءل: ما الذي أعرفه عن الحياة؟ عن الله؟ ويعرفه أهل فلسطين؟".
ويضيف ماساي متأثرًا: "رأيت آباءً وأمهاتٍ يحملون أطفالهم في أكياس بلاستيكية بعدما قُصِفوا، ورغم ذلك يقولون: الحمد لله. هذا هو الإيمان الحقيقي".
البحث عن الإسلام
بعد عودته من غزة، بدأ ماساي رحلة بحث روحية، قادته إلى اتخاذ قرار لم يكن يتوقعه. فبحث على الإنترنت عن أقرب مسجد إليه، وذهب إليه طالبًا لقاء الإمام، وسأله مباشرة: "هل يمكنني أن أعتنق الإسلام؟"، ولم يمضِ وقت طويل حتى أعلن شهادته وانضم إلى دين جديد وجده متجذرًا في صبر وإيمان الفلسطينيين الذين التقاهم.
شهادته على معاناة غزة
لم يكن تحول ماساي الروحي هو التغيير الوحيد في حياته، فقد قرر أن يكرس جهوده لمشاركة الحقيقة التي عاشها في غزة.
ألقى محاضرات في الولايات المتحدة تحدث فيها عن الأوضاع المأساوية في القطاع، قائلاً: "رأيت الكثير من الأطفال مبتوري الأطراف، لن أنسى أبدًا رائحة اللحم المحترق والبارود والدم".
وأضاف: "لن أعود أبدًا ذلك الرجل الذي كنته قبل الذهاب إلى غزة. التجربة غيرتني إلى الأبد".
جهود إنسانية مستمرة
لم تتوقف جهود ماساي عند الحديث عن مأسـاة غزة، بل بدأ حملة لجمع التبرعات لدعم المصابين والأطفال الفلسطينيين، ويعمل حاليًا على نقل بعض الأطفال للعلاج في الولايات المتحدة أو الأردن أو مصر، ساعيًا لتخفيف معاناتهم.
ويؤكد ماساي: "هذا وعدي للأطفال الفلسطينيين في غزة، أن أروي قصصهم وأوصل صوتهم للعالم". وبالفعل، أصبح صوتًا جديدًا يروي للعالم كيف يضيء الإيمان حتى في أحلك الظروف.
شاهد:
https://www.instagram.com/reel/DHOxpkjtDEy
https://www.instagram.com/reel/DHMxL3WIVJp