أثارت دعوة بريطانيا للإمارات للمشاركة في مؤتمر حول الحرب في السودان، مع استبعاد الحكومة السودانية المدعومة من الجيش، غضب المسؤولين السودانيين، وفقًا لوثيقة حصلت عليها ميدل إيست آي.

 

استبعاد الأطراف السودانية وإشراك الإمارات

لم تُدعَ لا القوات المسلحة السودانية (SAF) ولا قوات الدعم السريع (RSF) إلى المؤتمر المقرر عقده في لندن يوم 15 أبريل. ومع ذلك، تم توجيه الدعوة إلى الإمارات، التي يُتهم بأنها زوّدت قوات الدعم السريع بالأسلحة منذ اندلاع الحرب في أبريل 2023، مما أدى إلى أسوأ أزمة إنسانية في العالم حاليًا.

وفي وثيقة رسمية صادرة عن وزارة الخارجية السودانية بتاريخ 14 مارس، أعربت الحكومة عن استيائها من عدم تلقيها دعوة بحجة أنها "طرف في النزاع"، بينما تم إشراك الإمارات التي وصفتها بأنها "طرف فعلي في الحرب".

ينص الورق المفاهيمي للمؤتمر على أن المشاركين هم "دول ومنظمات دولية تركز على دعم مسار السلام في السودان". لكن الحكومة السودانية ترى أن مشاركة الإمارات تهدف فقط إلى تحسين صورتها، خاصة مع اتهامها بالتورط في أعمال إبادة جماعية أمام محكمة العدل الدولية (ICJ).

 

موقف بريطانيا ودول أخرى

أكد متحدث باسم وزارة الخارجية البريطانية أن المؤتمر يهدف إلى حشد الجهود الدولية لإنهاء الصراع وتوفير المساعدات الإنسانية. وأوضح أن الحضور سيشمل دولًا إقليمية، مانحين رئيسيين، ومنظمات متعددة الأطراف.

ومن المتوقع أن يحضر ممثلون عن قطر ومصر وتركيا والسعودية، وجميعها تُعرف بتأييدها للقوات المسلحة السودانية في مواجهة قوات الدعم السريع.

 

دور الإمارات في النزاع السوداني

قدّمت السودان مؤخرًا طلبًا أمام محكمة العدل الدولية لفتح تحقيق ضد الإمارات بتهمة التواطؤ في ارتكاب إبادة جماعية ضد مجتمع المساليت في دارفور. وردّ وزير الخارجية الإماراتي، أنور قرقاش، عبر وسائل التواصل الاجتماعي بأن "أولوية السودان يجب أن تكون وقف الحرب العبثية والمأساة الإنسانية الهائلة"، منتقدًا الجيش السوداني بسبب ما وصفه بـ"مناورات إعلامية ضعيفة لتبرير رفضه للسلام".

حددت الحكومة الأمريكية أن "عناصر من قوات الدعم السريع وميليشيات متحالفة معها ارتكبوا إبادة جماعية في السودان"، حيث استهدفت في المقام الأول جماعة المساليت الأفريقية في دارفور.

ووفقًا لتقارير ميدل إيست آي، دعمت الإمارات قوات الدعم السريع عبر شبكات في ليبيا وتشاد وأفريقيا الوسطى وأوغندا وأجزاء أخرى من القرن الأفريقي. ومع تزايد التدقيق الدولي، يبدو أن قنوات الإمداد تغيّرت مؤخرًا، وفقًا لمصادر متعددة.

وتشير بيانات تجارية حديثة إلى أن الإمارات هي أكبر مستورد للمنتجات السودانية. ورغم ذلك، لم يدعُ أي مسؤول سوداني علنًا لقطع العلاقات الدبلوماسية مع أبوظبي، باستثناء الجنرال ياسر العطا.

 

التأكيدات الأمريكية بشأن دعم الإمارات لقوات الدعم السريع

في 18 ديسمبر، أبلغ بريت ماكجورك، مسؤول بارز في إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن، السيناتور كريس فان هولين بأن الإمارات أكدت للحكومة الأمريكية أنها لم تعد "تنقل أي أسلحة" إلى قوات الدعم السريع، وهو ما اعتُبر إقرارًا ضمنيًا بأنها كانت تقوم بذلك سابقًا.

وفي 24 يناير، أكد فان هولين والسيناتور الديمقراطية سارة جاكوبز أن الإمارات "ما زالت تقدم أسلحة إلى قوات الدعم السريع، رغم تأكيداتها بعكس ذلك".

 

مفاجأة السودان بشأن مؤتمر لندن

أثار استبعاد الحكومة السودانية من مؤتمر لندن، مع دعوة الإمارات، استياء الدبلوماسيين السودانيين الذين كانوا يعتقدون أن العلاقات مع بريطانيا تتحسن.

ففي الأسبوع الماضي، زارت هارييت ماثيوز، المسؤولة البريطانية البارزة، ميناء بورتسودان والتقت بممثلين عن الحكومة السودانية. وخلال الزيارة، أعربت عن "قلقها العميق" إزاء "الحكومات الموازية المدعومة من قوات الدعم السريع"، في إشارة إلى الحكومة التي أعلنها عبد الرحيم دقلو، نائب قائد قوات الدعم السريع، في نيروبي.

رأى المسؤولون السودانيون في هذا اللقاء مؤشرًا على أن بريطانيا لم تعد تعامل الجيش السوداني وقوات الدعم السريع كطرفين متساويين في النزاع. لكن بعد استبعاد الحكومة السودانية من مؤتمر لندن، طالبت الحكومة السودانية بريطانيا "بإعادة تقييم موقفها، والاعتراف بالخطر الوجودي الذي تمثله قوات الدعم السريع".

وقال كاميرون هدسون، المحلل الأمريكي والمسؤول السابق في وكالة الاستخبارات المركزية (CIA)، إن المؤتمر "استعراضي" ولن يحقق تقدمًا دبلوماسيًا حقيقيًا. وأضاف أن "الإمارات بحاجة إلى أن تكون جزءًا من أي عملية، لكن يجب إشراك جميع الأطراف الرئيسية. أما إشراك الإمارات واستبعاد السودانيين فهو تجاهل للصورة الكاملة".

https://www.middleeasteye.net/news/uk-enrages-sudanese-army-inviting-uae-london-peace-conference