في ظل استمرار القصف الإسرائيلي العنيف على قطاع غزة، تزايدت الإدانات الدولية والعربية الرافضة لاستئناف العدوان الذي أودى بحياة المئات وأدى إلى تفاقم الأزمة الإنسانية في القطاع المحاصر.
ودعت العديد من الدول والمنظمات العالمية إلى وقف فوري لإطلاق النار، محذرة من التداعيات الخطيرة لهذا التصعيد على الاستقرار الإقليمي والدولي.
 

إدانات دولية وتحذيرات من تداعيات الحرب
   أعربت منظمة "أطباء بلا حدود" عن استنكارها للهجمات "الوحشية" التي تنفذها إسرائيل في قطاع غزة، مؤكدة أن فرقها الطبية باتت غير قادرة على استيعاب أعداد الضحايا المتزايدة.
وأشارت المديرة العامة للمنظمة، كلير ماغون، إلى أن العاملين في المجال الطبي وجدوا أنفسهم مجبرين على التعامل مع تدفقات الإصابات الجماعية، والتي تضم عدداً كبيراً من الأطفال.

من جانبه، دعا رئيس مجلس النواب الأردني، أحمد الصفدي، المجتمع الدولي إلى تحمل مسؤولياته الأخلاقية والإنسانية في وقف آلة الحرب الإسرائيلية، مؤكداً أن "استمرار العدوان سيكون له آثار وخيمة على المنطقة برمتها".

أما في باكستان، فقد طالب السفير منير أكرم أمام مجلس الأمن الدولي بضرورة إيقاف ما وصفه بـ"المجازر الإسرائيلية ضد الفلسطينيين"، مشدداً على ضرورة تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار الذي تم التوصل إليه في يناير الماضي.

كما أبدت وزيرة الخارجية الألمانية، أنالينا بيربوك، قلقها من تجدد الحرب على غزة، معتبرة أن التصعيد الإسرائيلي يبدد "الآمال الملموسة في وضع حد لمعاناة جميع الأطراف"، ودعت إلى العودة إلى المفاوضات وضبط النفس.

في السياق ذاته، أكدت مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، كايا كالاس، أنها أبلغت وزير الخارجية الإسرائيلي بأن "ما يحدث في غزة غير مقبول"، محذرة من استمرار التصعيد العسكري.
 

احتجاجات شعبية واسعة تنديداً بالمجازر الإسرائيلية
   تزامناً مع التصعيد العسكري الإسرائيلي، خرجت مظاهرات حاشدة في مختلف العواصم العالمية، مطالبة بوقف العدوان ووقف تزويد إسرائيل بالسلاح.
ففي الولايات المتحدة، تجمع مئات المتظاهرين أمام البيت الأبيض رافعين الأعلام الفلسطينية، ومطالبين بوقف الدعم العسكري الأميركي لإسرائيل.
وردد المحتجون هتافات مناهضة للحرب، مثل "أنهوا الاحتلال الإسرائيلي" و"أوقفوا المجازر فوراً".

وفي أوروبا، شهدت العاصمة النمساوية فيينا تظاهرات غاضبة أمام مبنى وزارة الخارجية، حيث ندد المتظاهرون بالإبادة الجماعية التي يتعرض لها الفلسطينيون في غزة.
كما شهدت العاصمة الألمانية برلين احتجاجات مماثلة، طالبت خلالها منظمات حقوقية بفرض عقوبات على إسرائيل.

وفي المغرب، تظاهر آلاف النشطاء أمام البرلمان في الرباط، مطالبين بإنهاء اتفاق التطبيع مع إسرائيل رداً على الجرائم التي تُرتكب بحق الفلسطينيين.
ووصفت "مجموعة العمل الوطنية من أجل فلسطين" العدوان الإسرائيلي بأنه "إبادة جماعية ممنهجة".

أما في تركيا، فقد خرجت مسيرات شعبية عقب صلاة التراويح في أنقرة، حيث احتشد المتظاهرون أمام السفارة الأميركية، معربين عن إدانتهم الشديدة للهجمات الإسرائيلية على المدنيين في غزة.

وفي نواكشوط، نظّم مئات الموريتانيين مظاهرة ضخمة أمام السفارة الأميركية، مطالبين حكومتهم بقطع العلاقات مع الدول الداعمة لإسرائيل، فيما أكد حزب "الصواب" الموريتاني أن ما يحدث في غزة يمثل "فصلاً جديداً من فصول الإبادة الجماعية بحق شعب أعزل".
 

تحذيرات من كارثة إنسانية غير مسبوقة
   في ظل استمرار القصف الإسرائيلي على غزة، حذرت المنظمات الدولية من كارثة إنسانية وشيكة، حيث باتت المستشفيات غير قادرة على استيعاب أعداد المصابين، وسط نقص حاد في الأدوية والمستلزمات الطبية.
كما تفاقمت معاناة المدنيين نتيجة تدمير المنازل والمراكز الصحية وانقطاع التيار الكهربائي عن أجزاء واسعة من القطاع.

ودعت العديد من الدول إلى رفع الحصار عن غزة، والسماح بوصول الإمدادات الطبية والإنسانية بشكل عاجل. كما شددت المنظمات الحقوقية على ضرورة تأمين ممرات آمنة لخروج الجرحى والمرضى الذين يحتاجون إلى رعاية طبية عاجلة.
 

دعوات لإنهاء الحرب ووقف تصدير السلاح لإسرائيل
   
وسط الضغوط الدولية، تعالت الدعوات في الأوساط السياسية والحقوقية لوقف تصدير الأسلحة إلى إسرائيل، باعتبارها تُستخدم في استهداف المدنيين الفلسطينيين.
وناشدت العديد من المنظمات الإنسانية حكومات الدول الغربية بوقف توريد الأسلحة، وممارسة ضغوط حقيقية على إسرائيل لإجبارها على وقف العدوان.