قال التلفزيون السوداني ومصادر عسكرية إن الجيش السوداني سيطر بشكل كامل على القصر الرئاسي في الخرطوم الجمعة، في أحد أهم التطورات في صراع مستمر منذ عامين يهدد بتقسيم البلاد.

وقالت مصادر عسكرية سودانية إن قوات الدعم السريع قصفت موقع القصر الجمهوري بطائرة مسيرة "انتحارية"، وذلك بعد ساعات سيطرة الجيش السوداني عليه، ما تسبب في  مقتل ثلاثة من أفراد طاقم تلفزيون السودان الحكومي، إضافة إلى نقيب في الإعلام العسكري.

وقال الجيش في بيان صباح الجمعة، "في ملحمة بطولية خالدة، توجت قواتنا اليوم نجاحاتها بمحاور الخرطوم، حيث تمكنت من سحق شراذم مليشيا آل دقلو الإرهابية بمناطق وسط الخرطوم والسوق العربي ومباني القصر الجمهوري والوزارات".

وأكد أنه تم تدمير "أفراد ومعدات العدو تدميراً كاملاً، والاستيلاء على كميات كبيرة من معداته وأسلحته بالمناطق المذكورة".

وذكرت المصادر العسكرية أن الجيش يجري عمليات تفتيش في المناطق المحيطة بالقصر؛ بحثاً عن عناصر من قوات الدعم السريع شبه العسكرية.

وستكون استعادة الخرطوم خطوة رمزية للقوات المسلحة السودانية التي بدأت قوات الدعم السريع، خطواتها لإنشاء حكومة موازية، لكنها ستكلف الشعب السوداني ثمنًا باهظًا، إذ غالبًا ما يقع المدنيون ضحايا للعنف.

بدوره، أقر سليمان صندل القيادي بتحالف السودان التأسيسي -والذي يضم قوات الدعم السريع وكيانات عسكرية وسياسية- بسيطرة الجيش السوداني على القصر الرئاسي بالخرطوم بعد عامين كاملين من القتال.

وقال صندل في تغريدة على موقع إكس إن "الحرب سجال وصعود وهبوط و كل من يتصور خلاف ذلك عليه أن يراجع تاريخ الحروب في السودان في العصر الحديث".





ومنذ الأحد الماضي صعّد الجيش هجماته ضد قوات الدعم السريع وسط الخرطوم، واستطاع السيطرة على مواقع إستراتيجية.

وفي الآونة الأخيرة بسط الجيش سيطرته على كل مدن ولاية الجزيرة وقراها باستثناء أجزاء صغيرة شمال وشمال غربي الجزيرة والمتاخمة لجنوبي الخرطوم والواقعة تحت سيطرة الدعم السريع.

ومنذ أسابيع وبوتيرة متسارعة بدأت تتناقص مساحات سيطرة "الدعم السريع" لصالح الجيش في ولايات الخرطوم والجزيرة والنيل الأبيض وشمال كردفان وسنار والنيل الأزرق.

ويخوض الجيش السوداني وقوات الدعم السريع منذ أبريل 2023 حربا خلّفت أكثر من 20 ألف قتيل ونحو 15 مليون نازح ولاجئ، وفق الأمم المتحدة والسلطات المحلية، في حين قدّر بحث لجامعات أميركية عدد القتلى بنحو 130 ألفا.